قال تقرير عبري إن الشراكة الاستخباراتية والعسكرية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة أسهمت بدور محوري في الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات بارزة في جماعة الحوثي باليمن، وعلى رأسها الهجوم الذي أودى بحياة رئيس وزراء الحوثيين غير المعترف بها، أحمد غالب الرهوي، وعدد من وزرائه في صنعاء نهاية أغسطس/آب الماضي.

وبحسب تقرير تحليلي أعده المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحيم ونشره مركز القدس للشؤون العامة، فإن اليمن تحول إلى ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل ومحور تقوده إيران، بعد أن ارتقت تل أبيب بمعادلة الردع إلى مستوى جديد يقوم على "التحييد المستهدف" عبر اغتيال القيادات الحوثية، وليس فقط ضرب المنشآت الاقتصادية.

وأشار التقرير إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية تكثف بعد اغتيال الرهوي وأعضاء حكومته، من خلال تعاون ثلاثي بين إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات، مؤكداً أن أبوظبي ساعدت تل أبيب عبر وجودها العسكري المباشر على طول السواحل اليمنية، ما وفر لها مجالاً عملياتياً أوسع ودعماً لوجستياً واستخباراتياً فعالاً.

ونقل التقرير عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن الحوثيين يُعدّون اليوم "أقوى وكلاء إيران وأكثرهم نشاطاً"، وأنهم كثفوا منذ سبتمبر الجاري هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة على المطارات والمدن الإسرائيلية، فضلاً عن استهداف سفن في البحر الأحمر، فيما شددت إسرائيل إجراءاتها الأمنية تحسباً لمحاولات استهداف شخصيات سياسية وعسكرية رفيعة.

وأوضح أن المخابرات الإسرائيلية تركز حالياً على الحصول على معلومات دقيقة تتيح تنفيذ ضربات موجهة ضد القيادات العسكرية الحوثية، بما في ذلك زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

كما أشار إلى أن الضربة الإسرائيلية التي أطاحت بالحكومة الحوثية عكست اختلالاً في توازن القوى وأظهرت ضعفاً في قدرة الجماعة على حماية قياداتها السياسية، وهو ما تسبب في "تصدعات داخلية" وارتباك في تحالفاتها.

ورأى التقرير أن التزام إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها في اليمن يفرض على الحوثيين إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيتهم ضدها، لافتاً إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة سيدفع تل أبيب لمزيد من التصعيد، حتى وإن ترتب على ذلك سقوط ضحايا مدنيين يمنيين.

المصدر:

الموقع بوست