توفي مساء يوم الخميس، في العاصمة المحتلة صنعاء، الدكتور المهندس محمد العريقي، أستاذ الهندسة المدنية بجامعة صنعاء، بعد صراع دام لأشهر مع مرض السرطان. وقد شكلت وفاته خسارة كبيرة للمجتمع الهندسي والأكاديمي في اليمن.

وكان الدكتور العريقي أحد أبرز مهندسي السدود المائية في اليمن، حيث أشرف على جودة تنفيذها وكفاءتها، وساهم في تدريب العشرات من المهندسين اليمنيين المنفذين لهذه المشاريع في مختلف المناطق.

و حصل الدكتور العريقي على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1988، ثم واصل دراسته العليا في أوروبا، حيث نال درجة الماجستير من جامعة IHE-Delft المتخصصة في دراسات المياه في هولندا عام 1993، عن بحثه المتعلق بالسدود ذاتية المفيض واستخدامها في تطوير مصادر المياه. وفي عام 2002، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة "أبون تاين" في نيوكاسل ببريطانيا، عن أطروحته التي تناولت دراسة تجريبية على نماذج من السدود الحجرية المحمية بطبقات من الصخور.

لم يقتصر دوره على البحث الأكاديمي فقط، بل كان له إسهام بارز في قطاع الهندسة العملية، حيث عمل مستشارًا للصندوق الاجتماعي للتنمية، ومهندسًا رسميًا في وزارة المياه، إلى جانب تدريسه لآلاف الطلاب في جامعة صنعاء. كما شارك في تدريب مئات المهندسين اليمنيين خلال فترة البناء والتشييد، ما جعل تأثيره ممتدًا عبر أجيال من المتخصصين في الهندسة المدنية.

ونقل الصحفي ماجد زايد، الذي كان على تواصل دائم معه، مشاعره الحزينة تجاه هذا الفقدان الكبير، قائلًا: "رحمة الله عليه، مات صابرًا، محتسبًا، مؤمنًا، راضيًا. كان يتوقع رحيله منذ أشهر، غصة في القلب ووجع لا ينتهي، لا يمكننا تعويض هذا الفقدان العظيم".

وتخسر اليمن برحيل الدكتور العريقي، أحد علماء الهندسة المدنية البارزين، الذين أسهموا بجهودهم في تطوير البنية التحتية المائية والهندسية في البلاد. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.