تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
فبراير.. ثورة شعب ونداء وطن لم يُستجب له بعد
78 قراءة  |

 

بشرى العامري :

في الحادي عشر من فبراير 2011، خرج الشعب إلى الساحات بصدور مفتوحة وأحلام متقدة، حاملين راية التغيير السلمي، مطالبين بالعدالة والمواطنة المتساوية، وبوطنٍ يحتضن الجميع بعيداً عن استبداد الفرد الواحد وتحكم المصالح الضيقة بمصير الأمة.

 كان ذلك اليوم لحظة فارقة في التاريخ اليمني، حيث قرر الشباب أن اليمن لن يكون بعد اليوم إرثاً يتداوله الحكام المتغلبون، ولا مملكة عائلية تُصادر إرادة الشعب.

لكن، كما هي سنة التاريخ في كل الثورات، وقف أعداء التغيير في وجه هذا الحلم، مستخدمين كل الوسائل الممكنة لوأده، حملوا السلاح في وجه الثورة، وأطلقوا دعاية سوداء مفادها أن فبراير كان مغامرة كارثية، متناسين أن اليمن كان غارقاً في مستنقع الفساد والتهميش، وأن حكم الفرد لم يكن سوى وصفة أكيدة للانفجار الكبير.

في المقابل لم يكن مشروع اليمن الاتحادي، الذي نتج عن مؤتمر الحوار الوطني، سوى محاولة جادة لإخراج البلاد من دوائر الاستبداد والهيمنة الحزبية والمناطقية والمذهبية، وإعادة السلطة إلى الشعب من خلال أقاليم تحكم نفسها بعدالة وإنصاف، بعيداً عن حكم المركز الواحد، لكن القوى المضادة للتغيير أدركت أن يمناً اتحادياً يعني نهاية نفوذها، فبدأت بتشويه الثورة ومنجزاتها، متخذةً من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً لتزييف الوعي، وتصوير شباب الثورة كخونة، واعتبار مخرجات الحوار سبباً في كل الأزمات.

لكن، أي متابع منصف يدرك أن ما جرى لليمن لم يكن نتاج فبراير، وأن شباب فبراير ومريديه بريئين من كل مايحدث كبراءة الذئب من دم يوسف، وأن كل مايحدث اليوم هو نتاج التواطؤ مع مشروع الانقلاب الحوثي، وأن تلك القوى التي تدعي اليوم معاداة الحوثي، وأنها الضحية الأكبر له هي من سهلت بالأمس سقوط العاصمة صنعاء في قبضته، وشاركت في تسليم الدولة لمليشيا لا تؤمن إلا بالسلاح، معتقدة أنها تستطيع تطويعه لصالحها، حتى انقلب السحر على الساحر، ووجدت نفسها خارج اللعبة، بعد أن مكّنته من مفاتيح السلطة والثروة والسلاح، وأتت اليوم تذرف دموع التماسيح متباكية تدعي المظلومية وأن ماحدث هو نتيجة حتمية لاحداث فبراير، وتراهن في خبث على أن ذاكرة عامة الناس هشة وقصيرة، ولكنها تتغافل عن حقيقة أن التاريخ لايرحم ولاينسى وأن من استطاع تزوير تاريخ الأمس لقلة الوعي واقتصار الاعلام على صوت واحد، لم يُجدِ معه اليوم وعي الكثير من أبناء الشعب بما حدث ويحدث ولن يستطيعوا محو كلما سُجِّل ودُوِّن وشُوهِّد وقيل..

وأن غالبية الشعب يدرك أنهم هم من كانوا النكبة الكبرى لهذا الوطن بتآمرهم على البلاد ومشروعها الاتحادي ومشاركتهم الآثمة في انقلاب 2014 الذي مثل نكبة حقيقية ومصدراً مسئولاً عن كل ماحدث بعد ذلك من دمار وكوارث حلّت بالبلاد.

وعندما تضيق بهم كل سبل التدليس وقلب الحقائق يتقافزون كالفراش المبثوث تحت شعارات واهنة تردد دعوة ردم الصدع وتناسي الاحداث والتخلي عن الحلم الثوري تحت ذريعة مش وقت ويجب لم الصف وتوحيد الجهود وغيرها، ولكنهم عند أي شاردة أو واردة أو تصرف فردي لأي شخصية كانت منتمية ضمنياً أو حتى حقيقة لساحات النضال والتغيير سرعان ما تنبري السنتهم السليطة وابواقهم الناعقة بابشع الالفاظ واقذر التهم التي يلصقوها زيفا بفبراير المجيد، ولا يملون من محاولاتهم البائسة في تقزيم فبراير باشخاص وافراد حاولوا التسلق على الثورة والشباب تساندهم جهات واطراف واعلام ليكونوا صورة سيئة مشوهة لتلك الثورة في محاولة إن لم تنجح في وأدها فعلى الأقل في تشويهها وجعلهم شماعة لتلك الافتراءات.

إن ما يعيشه اليمن اليوم ليس نتيجة ثورة 11 فبراير، بل نتيجة الانقلاب على مخرجاتها، نتيجة خوف قوى الفساد والاستبداد من دولة عادلة تعطي لكل ذي حقٍ حقه. لم تكن فبراير سوى صوت الشعب، ولأنهم لم يريدوا سماعه، قرروا أن يسحقوه بكل الطرق، ولو كان الثمن خراب البلد وتشريد شعبه.

ورغم كل هذا، فإن الحلم لم يمت، فقد حاولوا بكل قواهم إخماده، لكنه لا يزال متقداً في قلوب اليمنيين، لأنهم، مهما اشتدت بهم الأزمات، لن يرضوا بأن يعودوا عبيداً تحت حكم الفرد، أو وقوداً لمشاريع طائفية ومناطقية مقيتة.

وخلاصة القول ونحن نُحيي ذكرى 11 فبراير، لا نحتاج إلى التبرير أو الدفاع عن الثورة، لأن التاريخ كفيل بذلك.

فاليمن الذي نعيشه اليوم هو اليمن الذي أراده أعداء فبراير، وليس الذي حلم به الثوار.

 لكن، كما سقطت مشاريع الاستبداد عبر التاريخ، سيسقط هذا المشروع أيضاً، وسينهض اليمن من بين الركام، وسيكون فبراير يوماً ما عيداً وطنياً يحتفل به الجميع، حين يصبح الوطن للجميع، لا لفئة أو جماعة أو حزب أو حتى فرد.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
موقع الأول | 970 قراءة 


جهينة يمن | 478 قراءة 

طارق عفاش يفاجئ ايران و"اسرائيل" !


جهينة يمن | 458 قراءة 

لن تصدق ماقاله...بعد تقارير عن مقتله بغارة اسرائيلية.. محمد علي الحوثي يظهر على منصة "إكس"


جهينة يمن | 412 قراءة 

اختراق أمني خطير يهز الحوثيين.. الموساد يتسلل إلى "جلسة قات نسائية" ويسبب كارثة استخباراتية


العربي نيوز | 375 قراءة 

أطلق طارق عفاش قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامار


المشهد اليمني | 372 قراءة 

أوضح الشيخ والداعية السلفي اليمني، يحيى الحجوري، موقفه من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والموقف ال


جهينة يمن | 364 قراءة 

بعد فضيحة جنسية.. وفاة دبلوماسي مشتبه به بالتجسس


العين الثالثة | 297 قراءة 

أعدمت السلطات الإيرانية، اليوم الإثنين، المواطن إسماعيل فكري بعد إدانته بالتجسس لصالح جهاز الموساد ا


عدن تايم | 284 قراءة 

وسط هجمات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، اتجهت دول لإغلاق سفاراتها في طهران، مرجعة السبب إلى «إجراءات ا


موقع الأول | 254 قراءة