تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
الهوية التقافية – صراع القيم بين الغرب والشرق
68 قراءة  |

في ظلّ التحوّلات العالمية المتسارعة، برزت قضية حقوق المثليين كواحدة من أكثر القضايا إثارةً للجدل على الساحة الدولية، لا سيّما في علاقتها بالعالم العربي. بينما تقوم دول غربية بنشر ما يُوصف بـ”الانحلال القيمي” عبر تعزيز أجندات متعلقة بالمثلية الجنسية، تتخذ روسيا والصين موقفاً مناهضاً، مُؤكّدتين على التمسّك بمفاهيم “الأسرة الطبيعية” والهوية الثقافية المشتركة مع الدول العربية وآسيا، مع تركيز خاص على المملكة العربية السعودية كحليف استراتيجي في هذا الصراع الثقافي.

وتعتمد دول أوروبية وأمريكية، وفقاً لمراقبين، آليات متعددة لتعزيز حقوق المثليين في المنطقة العربية، منها ربط المساعدات الاقتصادية أو الدبلوماسية بتبنّي سياسات اجتماعية “تقدمية”، أو دعم منظمات محلية تُروّج لهذه الحقوق تحت شعارات الحريات الفردية.

ففي عام 2023، مثّلت السعودية حالةً دراسية عندما واجهت انتقادات غربية لاذعة بسبب موقفها المحافظ من قضايا الجندر، بينما دافع الاتحاد الأوروبي عن ضرورة “تحديث” القوانين الاجتماعية كشرطٍ للتعاون في مجالات مثل الاستثمار والتكنولوجيا.

لكنّ النخب العربية تُعارض هذا التوجّه، باعتباره انتهاكاً للسيادة الثقافية والدينية، فالدكتور خالد العنزي، الخبير في الشؤون الدولية، يوضح: “الغرب يسعى إلى تصدير نموذجه الأخلاقي دون مراعاة خصوصياتنا. الأسرة في مجتمعاتنا تقوم على ثنائية الذكر والأنثى، وهذا خطٌّ أحمر”.

روسيا والصين حلفاء القيم التقليدية في مواجهة “التغريب” 

على النقيض، تتبنى روسيا والصين خطاباً داعماً للقيم المحافظة، معتبرتين أنفسهما حاميتَيْن للاستقرار الاجتماعي العالمي.

ففي الأمم المتحدة، عارض البلدان مراراً قرارات تهدف إلى تعزيز حقوق المثليين، مؤكّدين على أولوية احترام الخصوصيات الوطنية، كما سنّت موسكو عام 2013 قانوناً يحظر “الترويج للمثلية” بين القاصرين، بينما تفرض بكين رقابة صارمة على أي محتوى يُنظر إليه كتهديد للقيم الأسرية.

وفي السياق العربي، تعزّز هذا التحالف عبر مبادرات مشتركة. فمثلاً، دعمت السعودية وروسيا في منتدى “الحوار بين الأديان” عام 2022 مفهوم الأسرة التقليدية كأساس للمجتمع، بينما شهدت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للرياض في 2023 توقيع اتفاقيات ثقافية تُركّز على حماية الهوية المشتركة.

تُعدّ المملكة العربية السعودية، برؤيتها 2030، نقطةَ تركيز في هذا الجدل. فبينما تسعى لتعزيز انفتاحها الاقتصادي، ترفض التنازل عن ثوابتها الاجتماعية.

هنا، تجد الرياض في التحالف مع روسيا والصين ضمانةً ضدّ الضغوط الغربية، يقول الباحث عبدالله الحميدان: “التعاون مع الشرق لا يقتصر على النفط والأسلحة، إنه أيضاً دفاع عن نموذجنا الحضاري في وجه محاولات التفكيك”.

صراع الهويات ومستقبل النظام العالمي

لا ينفصل هذا الصراع الثقافي عن التنافس الجيوسياسي الأوسع. فبينما تستخدم الدول الغربية قضايا الحقوق الفردية كأداة نفوذ، تعتمد روسيا والصين على خطاب الحفاظ على التقاليد لتعزيز تحالفاتها مع الجنوب العالمي. وفي خضمّ هذا، تُعيد الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، تعريف تحالفاتها بناءً على مصالح مركبة: اقتصادية، أمنية، وقيمية. يبقى السؤال: هل يصمد هذا التحالف أمام تحديات العولمة المتعددة الأوجه؟ الإجابة قد تُحدّد ملامح نظام عالمي جديد، حيث الثقافة سلاحٌ لا يقلّ حدّة عن الاقتصاد والدبابات

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
موقع الأول | 944 قراءة 


جهينة يمن | 872 قراءة 

عاجل : بعد اعلان اسرائيل اغتيال رئيس هيئة الاركان التابع للحوثيين...مهدي المشاط يعزي بهذا الحدث الأل


جهينة يمن | 463 قراءة 

طارق عفاش يفاجئ ايران و"اسرائيل" !


جهينة يمن | 450 قراءة 

لن تصدق ماقاله...بعد تقارير عن مقتله بغارة اسرائيلية.. محمد علي الحوثي يظهر على منصة "إكس"


جهينة يمن | 405 قراءة 

اختراق أمني خطير يهز الحوثيين.. الموساد يتسلل إلى "جلسة قات نسائية" ويسبب كارثة استخباراتية


العربي نيوز | 371 قراءة 

أطلق طارق عفاش قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامار


جهينة يمن | 352 قراءة 

بعد فضيحة جنسية.. وفاة دبلوماسي مشتبه به بالتجسس


المشهد اليمني | 344 قراءة 

أوضح الشيخ والداعية السلفي اليمني، يحيى الحجوري، موقفه من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والموقف ال


العين الثالثة | 292 قراءة 

أعدمت السلطات الإيرانية، اليوم الإثنين، المواطن إسماعيل فكري بعد إدانته بالتجسس لصالح جهاز الموساد ا


عدن تايم | 281 قراءة 

وسط هجمات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، اتجهت دول لإغلاق سفاراتها في طهران، مرجعة السبب إلى «إجراءات ا