تم الإعلان رسميا عن كارثة جديدة ستفاقم أوجاع اليمنيين، بل وربما تطير من رؤوسهم ما تبقى من عقل، فرغم صبرهم البطولي على المعاناة وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، فلا رواتب ولا كهرباء ولاماء ولا طرقات ، ومع ذلك يكافحون كفاح الأبطال، وقناعتي الشخصية إن اليمنيين في المحافظات الجنوبية والشمالية ليسوا من الأحياء وانما هم أموات ويعيشون حاليا عذاب القبر بانتظار قيام الساعة، ليدخلهم الله الجنة ، فهو سبحانه وتعالى يقول " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" صدق الله العظيم.

مجموعة من الأوغاد والسفلة قاموا بخطوة كارثية ستمنع اليمنين من دخول الأراضي السعودية سواء كانوامقيمين او زيارة أو عمرة ، ولو كان هؤلاء يخافون الله في هذا الشعب أو يعتقدون إن ما فعلوه سيعاقبون عليه، فما كانوا ليقدموا على فعلتهم الكارثية والمؤلمة والتي تعكس مدى الاستهتار والبلطجة، ولكنهم لا يخشون حساب ولا عقاب، ومن آمن العقاب ساء الأدب.

فقد أعلنت مكاتب شركات السياحة عن توقف الرحلات البرية من عدن الى السعودية، عقب قيام مكتب السياحة بالمنصورة باغلاق جميع مكاتبهم رغم إن هذه المكاتب التي تم اغلاقها ليست قطاع خاص لأشخاص او تابعة لشركات ولكنها مكاتب رسمية تابعة للحكومة الشرعية وتحديدا تابعة لوزاة النقل.

لقد رفعت تلك المكاتب شكوى رسمية إلى كافة الجهات المختصة وإلى كبار المسؤولين في الحكومة الشرعية، لكن كل هذا لن يجدي نفعا، فكل يغني على ليلاه، والجميع مشغولين بالجباية والسرقة، والمطلوب لإنقاذ الموقف هو التدخل العاجل وبشكل مباشر لفخامة الرئيس رشاد العليمي شخصيا، لوقف هذه المهزلة، ما لم فستظل الأزمة باقية وستتفاقم معاناة الناس، وهناك ضرورة لتحرك عاجل، لأن التأخير سيترتب عليه مشاكل وأزمة للمقيمين الذين قد تنتهي تأشيراتهم فلا يتمكنون من السفر ودخول السعودية، وربما يكون هناك بين المسافرين مرضى ولديهم مواعيد في المستشفيات السعودية، وعلى الرئيس العليمي ان يصدر توحيهاته الصارمة لوزير النقل ان لا يكتفي بحل الإشكالية، بل عليه أن ينزل بالبلاطجة الذين اغلقوا المكاتب عقوبة رادعة تجعلهم عبرة لغيرهم حتى لا يتكرر هذا الأمر.

ولا شك بأن اغلاق المكاتب ووقف السفر ومنع دخول الأراضي السعودية، هو عمل خسيس يلحق ضرر بالغ بشريحة كبيرة من الناس، فإنه كذلك يلحق إساءة بالغة وكبيرة بحق وزير النقل، الذي يتحدث الجميع عنه بأنه رجل وطني ومخلص ويقوم بواجبه خير قيام، والجميع يشعرون ان الوزير لن يقف ساكنا أمام هذه الكارثة التي ستزيد من معاناة اليمنيين الذين يستحقون معاملة أفضل، فهم شعب عظيم وصابر ويستحقون كل خير.