لحظات تاريخية.. تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا، وهذه أبرز الفصائل التي حضرت

حشد نت - تقرير

في خطوة تاريخية تزامنت مع انتهاء حقبة الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن أمس في دمشق عن تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا، وذلك عقب انتصار الفصائل المسلحة على نظام الأسد. جاء هذا الإعلان خلال "مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية"، الذي شهد حضور 18 فصيلاً مسلحاً من أبرزها هيئة تحرير الشام، حركة أحرار الشام، جيش العزة، وجيش النصر، في سابقة غير مسبوقة من الوحدة بين تلك الفصائل بعد سنوات من النزاع الداخلي.

تنصيب الشرع.. مرحلة جديدة لسوريا

أعلن من خلال المؤتمر عن إسناد منصب رئاسة سوريا إلى أحمد الشرع، الذي يقود حالياً هيئة تحرير الشام، الفصيل الأبرز في إدارة العمليات العسكرية. وقد جرت الانتخابات بعد أقل من شهرين من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، الذي اختار الفرار إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب.. وتضمن البيان الرسمي إعلان حل البرلمان، وتكليف الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت، مع تعليق العمل بالدستور المعتمد عام 2012، وبدء العمل على وضع دستور جديد للبلاد.

الوحدة بين الفصائل المسلحة

على الرغم من غياب قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تضم القوى الكردية، شهد المؤتمر توحيد جهود 18 فصيلاً مسلحاً، وهو ما يعد تحولاً مهماً في المشهد السوري بعد سنوات من الانقسامات والقتال بين تلك الجماعات.. من بين الفصائل المشاركة كانت "هيئة تحرير الشام" التي أصبحت القوة المهيمنة في مناطق الشمال الغربي، و"جيش الإسلام" الذي يعتبر من أقدم وأقوى التشكيلات، بالإضافة إلى فصائل أخرى مثل "حركة نور الدين الزنكي" و"فيلق الشام".

تغييرات جذرية في البنية العسكرية والأمنية

في خطوة أخرى نحو بناء دولة جديدة، قرر المؤتمر حل الجيش السوري السابق، الذي كان تحت قيادة النظام، بالإضافة إلى تشكيل قوات مسلحة بعقيدة جديدة تتماشى مع تطلعات المرحلة الانتقالية. كما تم إلغاء جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، بالإضافة إلى حل الميليشيات التي دعمها النظام طوال سنوات الحرب.

هيئة تحرير الشام.. قيادة العمليات العسكرية

كانت "هيئة تحرير الشام" أحد الفصائل الرئيسية في إسقاط نظام الأسد، وقد خاضت العديد من المعارك الحاسمة التي ساهمت في انهيار النظام. تأسست الهيئة عام 2012 تحت اسم "جبهة النصرة"، ومرت بتغيرات كبيرة لتصبح اليوم قوة عسكرية رئيسية في سوريا.

وتعتبر قوات "العصائب الحمراء" النخبة في الهيئة، التي استطاعت أن تلعب دوراً مهماً في المعارك الأخيرة ضد قوات النظام.

الفصائل الأخرى.. تطورات متباينة في الشمال والجنوب

من بين الفصائل التي شاركت في المؤتمر كان "جيش العزة" الذي نشط في شمال سوريا، و"حركة أحرار الشام" التي تضررت بشدة عام 2014 جراء ضربة جوية استهدفت قادتها، بالإضافة إلى "فيلق الشام" الذي يعرف أيضاً باسم "فيلق حمص".

كما شهدت فصائل درعا الجنوبية التي كانت من أولى الكتائب المعارضة التي وصلت إلى دمشق، وتعمل حالياً على تسوية الأوضاع في بعض المناطق.

مرحلة انتقالية.. الآمال والشكوك

بينما يرحب البعض بهذه التغييرات باعتبارها بداية لمرحلة جديدة في سوريا، فإن الطريق أمام الشرع لا يزال مليئاً بالتحديات، إذ يتعين على القيادة الجديدة بناء مؤسسات الدولة من الصفر، وإنهاء العديد من المشكلات السياسية والعسكرية والأمنية. من جهة أخرى، يبقى أن نرى كيف ستتم إدارة العلاقة مع القوى الكردية التي غابت عن المؤتمر، وما إذا كان يمكن توحيد صفوف الشعب السوري تحت قيادة واحدة.

إعلان نهاية النظام.. بداية مرحلة جديدة

ما لا شك فيه أن المؤتمر الذي عقد في دمشق يعكس تحولاً جذرياً في سوريا بعد سنوات من الصراع الدموي. ولا يمكن تجاهل أن مرحلة الانتقال السياسي ستتطلب الكثير من الجهود لإعادة بناء البلاد، واستعادة الاستقرار الذي تضرر كثيراً في ظل حكم الأسد.