�سم الله الرحمن الرحيم بيان صادر عن اللجنة اليمنية للسلام حول ملحمة غزة الخالدة الحمد لله الذي رفع شأن الأمة بصمود أبنائها، وأعزها بثبات مقاوميها، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه الصادقين . تتابع اللجنة اليمنية للسلام بفخر وإجلال عظيمين ما سطره الشعب الفلسطيني المقاوم من ملاحم بطولية خالدة، وما قدمته المقاومة الفلسطينية من نموذج فريد في طوفان الأقصى، الذي أذهل العالم وأثبت أن الإيمان الراسخ بالقضية والحق العادل قادر على هزيمة أعتى قوى الظلم والاستكبار. لقد كان طوفان الأقصى اختباراً حقيقياً لقدرات الأمة وإرادتها، وأثبت أن المقاومة المسلحة الصادقة يمكنها أن تُحيل المستحيل واقعاً. فقد حققت هذه الملحمة العظيمة إنجازات تجاوزت كل التوقعات، وصنعت إعجازاً عسكرياً وأمنياً وسياسياً وأخلاقياً غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. إن الانتصار الفلسطيني الذي تحقق في غزة لم يكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كان شهادة حية على انتصار الإرادة على الغطرسة، والإيمان على المؤامرات، والكرامة على الخيانة، فقد استطاع المقاوم الفلسطيني أن يهزم عدواً جباناً مدعوماً بكل قوى الشر في العالم، وأن يكشف الوجه القبيح للسياسة الدولية المتواطئة مع الاحتلال وبالأخص الإدارة الأمريكية والغرب الذين يمارسون قيم إنسانية مزدوجة و منحرفة يكيلونها بمكيالين . كما أن هذا الانتصار لم يكن مقتصراً على المعركة العسكرية فحسب، بل امتد ليشمل الانتصار التفاوضي الذي أثبت أن المقاومة الفلسطينية قادرة على فرض إرادتها على طاولة المفاوضات، كما فرضتها في ميادين القتال. لقد نجحت المقاومة في تحقيق تكامل مثالي بين الأداء العسكري الشجاع والتفاوض السياسي الذكي، مما عزز مكتسبات الشعب الفلسطيني وأكد أن العمل الميداني والسياسي يمكن أن يشكل منظومة موحدة قادرة على تحقيق الإنجازات الكبرى. ومن أبرز نتائج هذه الملحمة البطولية ما أثارته من تعاطف واسع لشعوب العالم مع الشعب الفلسطيني، بعد أن كشفت المقاومة عن الوجه الإجرامي للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه البشعة بحق المدنيين الأبرياء . وعليه، تدعو اللجنة اليمنية للسلام إلى استثمار هذا التعاطف الدولي وتصاعد الوعي العالمي بعدالة القضية الفلسطينية، من خلال إطلاق حملات سياسية وإعلامية منظمة تعمل على فضح الاحتلال وعزل داعميه على الساحة الدولية، وتعزيز الدعم الشعبي والرسمي لقضية فلسطين العادلة في كل المحافل الدولية. ومن هذا المنطلق، فإن اللجنة اليمنية للسلام تؤكد على ما يلي: 1- الاحتفاء بالانتصار التاريخي: هذا النصر الفلسطيني يمثل رصيداً استراتيجياً للأمة جمعاء، يستوجب البناء عليه لتحقيق مزيد من المكاسب في مسار التحرير واستعادة الحقوق المغتصبة. 2- توحيد الجهود الفلسطينية والعربية: تدعو اللجنة إلى تكثيف العمل على توحيد الصف الفلسطيني المقاوم، من خلال تشكيل جبهة وطنية موحدة ذات قيادة عسكرية وسياسية جامعة، تعمل بتكامل وفعالية على تعزيز مسار المقاومة. كما ندعو إلى توحيد جهود المقاومة العربية في مواجهة الاحتلال ومشاريعه. 3- استثمار الرأي العام الدولي: ينبغي تعزيز الحملات الدبلوماسية والإعلامية لاستثمار التعاطف الدولي الذي أثارته جرائم الاحتلال في غزة، والعمل على تحويل هذا التعاطف إلى دعم سياسي وقانوني للقضية الفلسطينية في المحافل العالمية، بما يسهم في عزل الاحتلال ومحاكمته على جرائمه. 4- مواجهة التواطؤ والخيانة: نؤكد أن الخيانة والصمت على جرائم الاحتلال لا تقل خطراً عن الاحتلال نفسه. ولذا، فإن الواجب اليوم هو عزل هذه المواقف والتصدي لها بكل الوسائل الممكنة، سواء في الساحة الفلسطينية أو على امتداد الوطن العربي. ختاماً: إن اللجنة اليمنية للسلام وهي تستلهم من ملحمة غزة الخالدة دروس العزة والصمود، ترفع التحية إلى كل مقاوم فلسطيني شريف، يقف اليوم مدافعاً عن كرامة الأمة ومستقبلها, الرحمة لشهداء فلسطين، الشفاء لجرحاها، والعزاء لمن فقدوا أحبتهم في هذه المعركة المباركة. تحية كذلك لكل جبهات الإسناد التي وقفت وقفة عز وشرف إلى جانب المقاومة، وفي مقدمتها الشعب اليمني الذي لا يزال يواصل دعمه لإخوانه في فلسطين، إيماناً منه بعدالة قضيتهم ووحدة مصير الأمة. والخزي والعار للمغتصبين الصهاينة ومن ساندهم أو تواطأ معهم، والخزي لكل متخاذل أدار ظهره لمظلومية الشعب الفلسطيني. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. صادر عن: اللجنة اليمنية للسلام صنعاء، 19يناير 2025م