ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، يوم الأحد، أن الحوثيين أصبحوا يشكلون تحديًا غير مسبوق لجهاز المخابرات الإسرائيلي، مما دفعه إلى اتخاذ خطوات غير تقليدية لمواكبة التغيرات في الساحة اليمنية. وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بدأ مؤخراً افتتاح دورة دراسية لتعليم اللهجة اليمنية في إطار فيلق المخابرات، وذلك بسبب الحاجة الماسة لفهم عميق للغة والعقلية اليمنية، وهو ما يواجهه الجهاز في إطار محاربة الحوثيين الذين أصبحوا يشكلون تهديداً حقيقياً لإسرائيل.

وقالت الصحيفة إنه قبل حوالي عام وشهرين، لم يكن الحوثيون يشكلون أولوية ضمن أولويات الاستخبارات الإسرائيلية. وكان ترتيبهم في سلم التهديدات الإسرائيلية يكاد يكون معدومًا. ولكن مع الدعم الإيراني للحوثيين واندلاع المواجهات المباشرة ضد إسرائيل، أدركت شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال ضرورة تكثيف جمع المعلومات الاستخبارية والتحليل بشأنهم.

وأضافت "معاريف" أن التحدي الأساسي الذي واجه الاستخبارات الإسرائيلية كان مرتبطًا بإتقان اللغة اليمنية والتمكن من فهم ثقافة وعقلية الحوثيين، خاصة في ظل الصعوبات التي يواجهها جهاز الاستخبارات في التعامل مع لهجات مختلفة في العالم العربي، وهو ما يتطلب تدريب متخصص للمتحدثين باللغة اليمنية.

وأوضحت الصحيفة أن معظم المهاجرين اليهود إلى فلسطين المحتلة في أوائل القرن العشرين كانوا قد تخلو عن لهجتهم اليمنية، ما جعل من الصعب العثور على شباب وشابات إسرائيليين يتقنون هذه اللهجة. ولهذا، تم مؤخرًا افتتاح فصل دراسي في قاعدة تدريب فيلق المخابرات لتعليم اللهجة اليمنية، بهدف تدريب فرق من رجال الاستخبارات على التعامل مع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالحوثيين وفهم ثقافتهم القبلية.

وتابعت الصحيفة أن شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تسعى أيضًا لفهم العقلية الحوثية، في ضوء الحرب الطويلة التي تخوضها السعودية ضدهم، وتهدف إلى جمع أهداف نوعية تستطيع التأثير فيهم. وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن التحدي الحالي لا يشبه أي تهديد سابق، مؤكدًا أنه يتطلب جهودًا كبيرة ومتواصلة لتطوير استراتيجيات فعالة.