تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
 الزوكا .. إرادة صلبة وتضحية خالدة
64 قراءة  |

الزوكا .. إرادة صلبة وتضحية خالدة

قبل 1 دقيقة

عبر التاريخ تتشكل بين الأفراد والقادة ثنائيات نادرة، سماتها  الوفاء والصداقة والإخلاص واتخاذ القرارات، وتخليد مرحلة جمعتهما في أمور عديدة متعلقة بالسياسة والأدب والسلطة، وقد كان هذا الأمر  ينطبق على الراحلين الشهيديـن علي عبد الله صالح وعارف عوض الزوكا.

فلقد ضرب الشهيد والمناضل الوطني المؤتمري، الوحدوي الأستاذ/ عارف الزوكا الأمين العام السابق للمؤتمر الشعبي العام مثالًا نادرًا في الوفاء والتضحية والإخلاص والكرم، بعد أن جاد بروحه ودمه وحياته إلى جوار الزعيم الشهيد الخالد علي عبدالله صالح، رحمهما الله، رافضًا كل المغريات غير مستسلم للرغبات ليترك لنا واحدًا من أبرز المواقف التاريخية الشجاعة.

إن الحديث عن مسيرة الشهيد البطل ابن شبوة واليمن كلها عارف الزوكا سيظل غير مكتمل، اذ لن تسعف مفردات اللغة كلها أي  كاتب محب أو صديق أو زميل لشهيدنا الأسمى بإنصافه، والتحليق في مدارات هذا العالم لما تمتع به طيلة مشوار حياته، من قيم الشهامة والوفاء والإقدام النادر في سفر الإنسانية وتاريخنا المعاصر.

لقد شَكَّل موقفه من الأحداث، واخلاصه للوطن وللمؤتمر الشعبي ولرئيسه عنوانًا فريدًا ومضيئًا،  ومدرسة تتعلم منها الأجيال اللاحقة معاني التضحية والفداء والعطاء، والتي لم تُبنَ على مصلحة زائلة او منفعة، بل كانت تضحية تعيد إلى الأذهان بعض قصص وأحداث التاريخ المماثلة.

لأن قصة مثل التي  ربطت  بين صالح والزوكا جسَّدت صورة عجيبة من صور العزة والكبرياء أمام  تغطرس الجبناء واللصوص الذين تمرسوا على الغدر والخيانة والخسة وسفك الدماء عبر التاريخ من دون اية مراعاة لمعاني الأخلاق والنبل وواقع الناس من حولهم، فلطالما كان مشروعهم قائم على الدم والموت والفوضى والهدم.

هكذا هم العظماء دومًا حينما يواجهون أقدارهم ومصائرهم لينشدوا سوية، إما حياة تسر الصديق، او عز و شهادة تغيظ العدا،  من دون ذل واستعباد، مثلما حاول أن يرسمها غزاة الداخل الرجعيين؛ لأنه من المستحيل أن يخضع ويستجدي العيش من ألِف الشموخ والكرامة وظل مرفوع الرأس أمام شعبه وأهله وعشيرته.

الدرس الذي تم تقديمه لم يكن سهلًا لكنه كان متاحًا للجميع كي ينهلوا منه ويتعلموا منه معنى التضحية بالنفس، لكي تكون قويًا في لحظة غرور المعتدين، أن تنتصر حين تملك إرادة في مقابل وحوش مدججة ليس بالسلاح فحسب، وإنما بالعنصرية البغيضة والنوايا السيئة والشحن المذهبي والطائفي، ومعبأة بالأحقاد والضغائن.

كان استشهادهما درس كبير من قامتين وهامتين عاليتين  في السياسة وصنع القرار، لا يمكن محوهما بسيل من التلفيقات والأخبار الزائفة والأقاويل الكاذبة عبر إعلام مخدوش الحياء.

إنني اليوم اكتب عن شخصية قل نظيرها في الحياة والعمل والعلاقات، اتحدث عن كبير في حياته ومماته تشرفت  برفقته وزاملته  لسنوات طوال وخبرته عن كثب، فوجدت معدنه ينتمي لطينة وخامة العمالقة الفرسان الحميرين اليمنيين الإنسانيين الأصيلين.

إن عارف الزوكا شخصية من المبكر  الإلمام الكامل بما كان عليه من سجايا ومناقب  وسيرة عطرة ،كان حقًا شخصية نادرة لا تدري معها من أين تبدأ وأين تنتهي وكيف يمكن الأخذ بزمام ما كان عليه على الصعيد الشخصي والمجتمعي.

إذا ما تحدثت عن الروح القيادية فلن تفيه حقه، وإن كتبت  عن البساطة والتواضع والصبر والحنكة والسمو والوطنية والأخلاق العالية، فلن تعطيه استحقاقه أيضًا. شهيدنا الكبير والخالد عارف الزوكا تعلمنا منه الكثير طوال مسيرته الحافلة التي تشرفنا بأننا كنا جزءًا منها وأكثر قربًا منه، لذلك فإن عظم خسارة غيابه عن مشهدنا الوطني والمؤتمري أكبر من أن نختصرها في مقالة سريعة مثل  هذه.

أقول وبصدق : لقد أخلص الشهيد الزوكا لتنظيمه ومبادئه ووطنه، ومن المفيد أن نشير هنا إلى حقيقة أنه كان صاحب فكرة ترديد شعار "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، تمامًا كما  كان وفيًا مخلصًا  للوحدة المباركة التي تعمدت بالدماء الزكية الطاهرة.

عاش ومات حرًا، كريمًا، أبيًا،  ومتصالحًا مع نفسه، ولم يهاب  الموت الذي طوقه من كل جانب لأنه آمن بأن الحياة كرامة وعزة وشرف  وخلود، فعاش حرًا، ومات شامخًا غير مكترث بغبار التاريخ مثل الذين اعتادوا العيش على موائد السحت ونكران الجميل والتشبث بالخرافة.

نعم، لقد عشت حرًا عزيزًا شهمًا كريمًا، نلت الشهادة بشجاعة ووفاء وإقدام نادور، وكنت مدافعًا قويًا عن الوطن، حينما انتفضت بكل عزيمة ضد العدوان الغاشم، وكنت فارسًا نبيلًا في كل جولات المفاوضات، وفي تحشيد المؤتمريين وأنصارهم، لمواجهة عدوان الخارج والداخل، كما كنت موجهًا لكل الإعلاميين والسياسيين والحقوقيين لتكون قضيتهم الأساسية هي كشف جرائم الحوثي والدفاع عن الوطن ومحاربة الفساد والتهميش والإقصاء وكشف زيف المليشيا.

كما كنت مخلصًا مع كل مؤتمري محب للوطن والتنظيم والمبادئ، وستبقى نبراسًا ومثالًا في الوفاء والعطاء والشجاعة والفداء.

رحمك الله أبو عوض وتغمدك بواسع رحمته.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
كريتر سكاي | 6168 قراءة 

كشفت مصادر ان انفجارات عنيفة تهز محافظة تعز الليلةواكدت المصادر عن تجدد الم


نيوز لاين | 4394 قراءة 

بالتزامن مع اقتراب معركة الحسم ... دفعة جديدة من قوات طارق صالح تصل صنعاء


كريتر سكاي | 4020 قراءة 

  أفادت مصادر  ان المواجهات مازالت بين الجيش الوطني ومليشيات


نافذة اليمن | 3048 قراءة 

شهد اليوم الإثنين، مواجهات عسكرية عنيفة، بين القوات الحكومية من جهة، وعناصر مليشيا الحوثي الإرهابية،


صوت العاصمة | 2849 قراءة 

نشرت القيادة المركزية الأمريكية، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي"إكس"، صوراً


كريتر سكاي | 2618 قراءة 

 صرح محور تعز العسكري بشأن المعارك المشتعلة مع مليشيا الحوثي الليلة في


كريتر سكاي | 2573 قراءة 

 أفادت مصادر ان جريمة بشعة وفاجعة أليمة اصابت سكان سعوان بالعاصمة صنعا


كريتر سكاي | 2084 قراءة 

تمكنت قوات الجيش من صد هجوم عنيف لمليشيا الحوثيين بتعز.واكدت مصادر بان الاش


يني يمن | 2051 قراءة 

انتفاضة قبلية لاستعادة الدولة ودعم الحكومة الشرعية.. تفاصيل


كريتر سكاي | 1483 قراءة 

 تشهد جبهات محافظة تعز جنوب غربي اليمن، معارك عنيفة "غير مسبوقة" بين ا