كشف رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي عن اسرار ما سماه "تنامي قوة جماعة الحوثيين وصواريخهم"، متهما التحالف العربي وتحالف "حارس الرخاء" بالفشل في تقويض قوتهم العسكرية، التي قال انها تتزايد بحصولهم على اسلحة متطورة.

جاء هذا في مقابلة اجرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، مع عيدروس الزُبيدي على هامش مشاركته في الدورة 79 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، قال فيها: "الحوثيون يعتبرون أنفسهم الان الدولة في اليمن، ولا يعترفون بالحكومة في عدن، ويقولون إنهم يريدون فقط التحدث إلى الغرب".

مضيفا: "لقد نجحوا بعد عقد من الزمان في غرس أيديولوجيتهم الضيقة في عقول الجيل الجديد، ومن الصعب توقع حدوث ثورة داخلية ضدهم في المستقبل القريب". وأردف: ان الحوثيين حصلوا على "أسلحة متقدمة من إيران وروسيا، منحتهم القدرة على استهداف إسرائيل".

وتابع: "إن الضربات الجوية الامريكية والبريطانية في اليمن، بدلاً من ردع الحوثيين، لها تأثير عكسي. فهي تساعد الحوثيين وتجعلهم أقوى، وتحشد لهم الدعم الشعبي بوصفهم يدافعون عن اليمن". واستدرك: "والأكثر من ذلك أن هذه العمليات ليست فعالة حقا بتدمير قدراتهم العسكرية".

ونوه الزُبيدي إلى تجربة التحالف بقيادة السعودية والامارات وغاراته الجوية، وقال: إن "التحالف العربي يشن ضربات جوية ضد منصات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين منذ ثماني سنوات، ومع ذلك، تمكن الحوثيون من التكيف وإيجاد طرق لإخفاء قدراتهم، لقد بنوا القدرة على الصمود".

مضيفا: إن "المشكلة تكمن في غياب استراتيجية منسقة تشمل المنطقة ومجلس القيادة الرئاسي". وأردف: "العمليات العسكرية الحالية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا فقط دون تنسيق فعال مع الأطراف الإقليمية الأخرى". مجددا دعوته إلى اشراك قواته في عمليات تحالف "حارس الرخاء".

وتابع: "الأحداث التي وقعت خلال العام الماضي تتطلب تحولا في التفكير. عملية السلام السابقة لم تعد قابلة للحياة. إن الوقت قد حان لقبول أن الحوثيين غير مهتمين باتفاق لتقاسم السلطة في البلاد – وهو العرض الذي تم تقديمه لهم من السعودية ثم الامم المتحدة منذ أكثر من عام".

مقرا بأن "مجلس القيادة الرئاسي الذي شكله السعوديون في أبريل 2022 منقسم سياسيًا ويفتقر القواعد الإجرائية المناسبة ويحتاج إلى الإصلاح". وقال: "هناك حاجة إلى استراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة لاحتواء الحوثيين وإضعافهم، وهذا يتطلب مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية".

ومضى الزُبيدي يؤكد توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات لإعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي، بحديثه عن ان ماسماه "مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية لإصلاح مجلس القيادة "يجب أن يشمل استراتيجية لبدء إعادة تصدير النفط وبناء إيرادات وطنية مستقلة عن المنح السعودية".