لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في مواجهة الإرهاب فوق الأراضي اليمنية، ممتداً من عدن حتى حضرموت، وذلك ضمن جهودها المستمرة لمساندة الشعب اليمني، واستعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء خطر التنظيمات المتطرفة التي هددت أمن المنطقة.
تحرير المكلا.. الجبهة الثانية
عقب تحرير العاصمة المؤقتة عدن من ميليشيا الحوثي عام 2015، سارعت الإمارات في العام التالي بفتح جبهة أخرى ضد تنظيم القاعدة في حضرموت، تُوّجت بتطهير مدينة المكلا، كبرى الحواضر المطلة على بحر العرب.
وفتحت الإمارات ثاني جبهات الحرب للقضاء على التنظيم الإرهابي الذي كان قد بسط سيطرته على مدينة وميناء المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، بتنسيق وتخادم مع ميليشيا الحوثي؛ حيث جاءت هذه المعركة بالتوازي مع الجهد العسكري الرئيسي لوأد المشروع الحوثي وإنهاء الانقلاب.
النخبة الحضرمية.. النواة والتدريب
استغرقت هذه المعركة، التي تجاوزت أهميتها حدود اليمن، أكثر من 6 أشهر من الإعداد المكثف؛ بدأت بتجنيد وتدريب القوات المحلية من أبناء المحافظة، والتي شكلت النواة الأولى لـ “قوات النخبة الحضرمية”، مروراً بالعمليات العسكرية لتطهير المديريات، وصولاً إلى دك أوكار القاعدة.
اقرأ المزيد...
الجمعية الوطنية: استهداف المكلا اعتداء على الجنوب وشعبه ومقدراته
31 ديسمبر، 2025 ( 4:07 مساءً )
محافظ العاصمة عدن يشدد على تكثيف الرقابة الميدانية وضبط الأسعار وتنظيم آليات توزيع الغاز
31 ديسمبر، 2025 ( 4:02 مساءً )
وفي هذا التقرير، نستعرض خارطة تفصيلية للمعركة التي أنهت 387 يوماً من كابوس سيطرة “إرهاب القاعدة” على ساحل حضرموت، وعلى شريط ساحلي يمتد لأكثر من 600 كيلومتر على بحر العرب.
خطة محكمة من 3 محاور
تمثلت أكبر المخاوف اليمنية والدولية في استغلال تنظيم القاعدة للموارد المالية، خاصة رسوم السفن، لتعزيز صفوفه والتمترس داخل الأحياء السكنية، وتحويل المكلا إلى “إمارة مغلقة” تنطلق منها العمليات الإرهابية نحو العالم.
إلا أن الخطة العسكرية التي أشرفت الإمارات على تنفيذها بشكل مباشر، استهدفت إنهاك التنظيم عسكرياً ومالياً، قبل عزل بؤره والقضاء عليها تباعاً، مما أفقد التنظيم قدرته على المناورة أو إعادة التمركز في أي بقعة جغرافية أخرى.
وفي 24 أبريل 2016، انطلقت المعركة عبر هجوم من 3 محاور قتالية في عملية عسكرية خاطفة شلت قدرات التنظيم في وقت قياسي:
المحور الأول (الشرقي): انطلق من بلدة “الهضبة” وصولاً إلى “الضبة”، وهو ميناء النفط الأساسي في حضرموت.
المحور الثاني (الغربي): توغل عبر الطرق القبلية وصولاً إلى مدينة المكلا.
محور الوسط (القلب): وهو المحور الأهم، وقاده اللواء ركن فرج البحسني (نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي حالياً)، بمشاركة ميدانية من ضباط الجيش الإماراتي. انطلق المحور من منطقة قريبة من “غيل بن يمين” باتجاه بلدة “عبدالله غريب” وصولاً إلى مطار الريان.
معارك حاسمة في “الدواس” و”العيون”
واجه المحور الرئيسي مقاومة شرسة، تحديداً في منطقة “الدواس” التي كانت تضم معسكراً شديد التحصين للتنظيم. وهنا تدخل الطيران الحربي الإماراتي بضربات دقيقة دكت المعقل الإرهابي، ممهداً الطريق لجنود النخبة الحضرمية للتقدم.
وعقب انهيار دفاعات القاعدة في “الدواس”، حاول التنظيم التحصن في بلدة “العيون” عبر خط دفاعي مدعوم بالأسلحة الثقيلة. وبعد اشتباكات عنيفة، حسمت مقاتلات الإمارات الموقف بضربات استباقية سريعة استهدفت تجمعات الإرهابيين، مما أتاح للقوات التوغل والسيطرة على منطقة “الريان” وإعلان التحرير الكامل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news