في تحليلٍ يلامس صميم التحولات الجيوسياسية الجارية في جنوب شرق اليمن، أكد الباحث السعودي المتخصص في الشأن اليمني هشام الغنام أن محافظة حضرموت باتت تمر بـ"مرحلة مفصلية" تشهَد تحركات سعودية وحكومية غير مسبوقة، تبتعد جذرياً عن الأهداف التي حكمت المراحل السابقة من الصراع اليمني.
وأوضح الغنام أن هذه التحركات لا تندرج ضمن سياق الحرب التقليدية أو محاولات استعادة الدولة فحسب، بل تُعَدّ جزءاً من استراتيجية إقليمية جديدة تسعى المملكة العربية السعودية من خلالها إلى فرض نفوذ مباشر في منطقة كانت لفترة طويلة خارج دائرة الاهتمام العسكري المباشر، لكنها اليوم تتصدر أولويات صنّاع القرار الإقليمي.
ولفت الغنام إلى أن التباين السعودي الإماراتي في شرق اليمن لم يعد مقتصراً على الاختلافات الدبلوماسية أو التنافس السياسي الهادئ، بل خرج إلى العلن، متجاوزاً كل المساعي السابقة لاحتوائه.
وأشار إلى أن هذا الخلاف بدأ ينتقل من "الأروقة المغلقة" إلى الميدان العسكري، حيث تتنامى المؤشرات على وجود خطوط تماس غير معلَنة بين القوى المدعومة من الطرفين.
وأعرب الباحث السعودي عن قلقه البالغ من تدهور الوضع، موضحاً أن اليمن لم يصل بعد إلى "نقطة اللاعودة"، لكن المؤشرات تتسارع باتجاهها.
وقال: "ما نراه اليوم هو تراكمات لسنوات من التنافس الخفي الذي بات يهدد بانفجار شامل لا يمكن لأي طرف أن يتحكم في تداعياته".
وشدّد الغنام على أن ما يجري في حضرموت لا يقتصر على صراع محلي أو حتى يمني داخلي، بل هو إعادة رسم للنفوذ الإقليمي في منطقة استراتيجية تمتد من بحر العرب إلى صحراء الربع الخالي.
وحذّر من أن هذا التحوّل قد يُنتج تداعيات عسكرية وسياسية كبرى قد تتجاوز حدود المحافظة لتلقي بظلالها على الاستقرار في جنوب الجزيرة العربية بأكمله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news