كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن تصريحات لمصادر وصفتها بأنها تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، أعربت فيها عن أمل المجلس في أن تصبح "دولة الجنوب" التي يسعى لإقامتها، هي الكيان الجديد الذي يحصل على اعتراف رسمي من الاحتلال، وذلك في أعقاب إعلان تل أبيب مؤخراً اعترافها بإقليم "أرض الصومال" (صوماليلاند) دولة مستقلىة.
وتعكس هذه التصريحات توجهاً لدى قيادات في الانتقالي لفتح قنوات اتصال سياسية مع إسرائيل، بهدف كسب دعم دولي لمشروع الانفصال في ظل الضغوط الإقليمية (السعودية) الرافضة له.
وربط مراقبون بين هذا التوجه وبين الدور الإماراتي في اليمن؛ حيث تُتهم أبوظبي بدعم حركات التمرد والانفصال لتعزيز نفوذها الإقليمي وتسهيل الحضور الإسرائيلي في المواقع الاستراتيجية القريبة من مضيق باب المندب.
ويُنظر إلى هذه المساعي على أنها جزء من استراتيجية تهدف لتفتيت الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بما يخدم مصالح "تل أبيب" في تأمين الممرات المائية الحيوية عبر خلق كيانات "صديقة" غير خاضعة للسيادة الوطنية التقليدية.
وتفسر هذه التسريبات الإسرائيلية حالة الاستماتة التي يبديها الانتقالي للسيطرة على حضرموت والمهرة، حيث تمنح السيطرة على شرق اليمن "الكيان المنشود" حدوداً بحرية شاسعة وتكاملاً مع "أرض الصومال" عبر بحر العرب، مما يخلق واقعاً جيوسياسياً جديداً يشرف عليه حلفاء إسرائيل الجدد.
ويمثّل هذا التحرك يمثل طعنة في خاصرة الأمن القومي العربي، وخاصة السعودي، كونه يسمح بتواجد نفوذ استخباراتي أو سياسي إسرائيلي على حدود المملكة الجنوبية وتحت غطاء "دولة جنوبية" ناشئة.
وقد يكون لجوء الانتقالي للتلميح بالعلاقة مع إسرائيل "ورقة ابتزاز" أخيرة رداً على الضغوط السعودية والتحذيرات الدولية، مما يعمق الفجوة بينه وبين الحاضنة اليمنية والعربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news