أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن المجلس الانتقالي الجنوبي يواجه حالياً اختباراً مصيرياً للاستجابة للمطالب الإقليمية والدولية بوقف التصعيد الأحادي والانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة، في ظل تزايد التقارير التي توثق انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
حصار حقوقي وتنديد دولي
ونقلت الصحيفة تقارير حقوقية تتهم القوات التابعة للمجلس بارتكاب ممارسات قمعية في حضرموت، شملت مداهمة منازل المدنيين وتنفيذ اعتقالات تعسفية وإخفاء قسري، وفرض حصار عسكري على مناطق مأهولة بالسكان، مما فاقم من الأوضاع الإنسانية.
وتتزامن هذه التقارير مع رسائل حازمة من السعودية وقوى دولية ترفض فرض "واقع جديد بالقوة" وتؤكد أن شرق اليمن يمثل خطاً أحمر بعيداً عن الصراعات الداخلية والمغامرات العسكرية.
ويرى مراقبون تحدثوا للصحيفة أن "الانتقالي" وضع نفسه في مأزق سياسي وأمني يعقد مسار الحرب ضد الحوثيين وخيارات السلام الإقليمي، محذرين من أن استمرار هذا النهج يحمل تكلفة باهظة قد تحول المجلس من "شريك في الشرعية" إلى "عنصر معرقل للاستقرار"، مما يعرضه لمساءلات قانونية وعزلة سياسية.
الخروج المنظم: المسار الأقل خسارة
وخلصت التقديرات إلى أن خيار "الخروج المنظم" من حضرموت والمهرة، تحت مظلات فنية وأمنية متفق عليها، يظل هو المسار الوحيد المتاح أمام المجلس للحفاظ على مكتسباته السياسية السابقة وتفادي مواجهة مباشرة لا تحمد عقباها مع القوى الإقليمية والمكونات المحلية.
ويعكس تناول صحيفة "الشرق الأوسط" للأزمة بهذا الوضوح نفاد صبر الرياض أمام التحركات الأحادية. كما تعمدت الربط بين الفشل العسكري والانتهاكات الجسيمة، مما يسحب البساط الأخلاقي والقانوني من تحت أقدام الانتقالي.
ووجهت الصحيفة نصيحة أخيرة للانتقالي، ووصف الانسحاب بـ "المسار الأقل خسارة" في رسالة سعودية واضحة بأن البقاء لم يعد خياراً مطروحاً للنقاش.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news