ياسر اليافعي
القوى التي تدفع اليوم باتجاه جرّ السعودية إلى مواجهة مع الجنوب، هي ذاتها التي كانت بالأمس تصف وجود القوات السعودية في المهرة بـ“الاحتلال”، وتشن حملات يومية ضد المملكة في إعلامها ومنصاتها، وكل ذلك موثق ومعروف للرأي العام.
والحقيقة على الأرض واضحة: انتشار القوات السعودية في محافظات الجنوب خلال السنوات الماضية لم يصاحبه أي صدام مع القوات الجنوبية، ولم تُسجَّل شكاوى شعبية تُذكر ضدها. بل إن قوات “درع الوطن” نفسها انتشرت في عدن ولحج وأبين، وفي بيئات مؤيدة للمجلس الانتقالي، وقوبلت بتعامل طبيعي وترحيب باعتبارها قوة ضمن معادلة مواجهة الإرهاب وحفظ الاستقرار.
في المقابل، يمكن متابعة خطاب منظومة إعلام الإخوان اليوم—ومنها ما تبثه بعض القنوات—كيف انتقل من التحريض ضد السعودية إلى التحريض باسم السعودية: يدعونها للتدخل العسكري ضد الجنوب، ثم سيعودون فورًا—إذا حدث أي تدخل بالقوة—لتصويره “احتلالًا”، وتحريض الشارع الجنوبي على مقاومته، كما فعلوا سابقًا في المهرة عبر تعبئة الناس ضد القوات السعودية و“درع الوطن”.
لهذا، تبقى الثقة راسخة بأن القيادة السعودية لن تستجيب لمثل هذه الأصوات الانتهازية، ولن تسمح بتوظيف المملكة في صراعات داخلية تُدار بعقلية الثأر السياسي. صحيح أن هناك أصواتًا إعلامية تُكرر خطابًا يخدم أجندات معروفة، لكن ثقتنا أكبر في حكمة القيادة السعودية وقدرتها على التمييز بين الشريك الذي صنع الاستقرار على الأرض، وبين من يصنع الأزمات ثم يطلب من الآخرين دفع ثمنها.
وعلى امتداد عشر سنوات، عاش الجنوب والسعودية علاقة تعاون وتقدير متبادل، ونأمل أن تستمر هذه العلاقة على أساس المصالح المشتركة: أمن المنطقة، مكافحة الإرهاب، ودعم الاستقرار لا إشعال الحروب.
#ياسر_اليافعي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news