كشف وزير الإعلام السوداني السابق، ياسر يوسف، عن وجود فرص محتملة لفتح المسار التفاوضي مع دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الأزمة السودانية، مؤكدًا أن التفاوض مع أبوظبي "ليس مرفوضًا من حيث المبدأ"، لكنه مشروط بوقف كامل وفوري لدعم مليشيات الدعم السريع.
وفي تصريحات خاصة، شدد يوسف على أن أي مسار تفاوضي لا يمكن أن ينجح في ظل استمرار ما وصفه بـ"قتل الشعب السوداني وتمزيق الدولة"، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار يمثلان أولوية مطلقة لدى الخرطوم، التي تبدي انفتاحًا على الحوار مع أي دولة تسعى بصدق لإنهاء الحرب، شريطة احترام سيادة السودان ووحدته.
وأوضح أن استمرار الدعم الخارجي لمليشيات الدعم السريع يفقد أي حديث عن وساطة أو تفاوض مصداقيته، لافتًا إلى أن الأزمة السودانية لم تعد شأناً داخلياً، بل تحولت إلى ساحة صراع إقليمي نتيجة تدخلات خارجية مباشرة.
وفي تطور لافت، كشف وزير الإعلام السابق عن بدء الحكومة السودانية ممارسة أعمالها من داخل العاصمة الخرطوم مع مطلع العام المقبل، واصفًا الخطوة بأنها تحمل دلالات سياسية ومعنوية كبيرة، وتهدف إلى إعادة هيبة الدولة وإنهاء حالة الفراغ والانهيار المؤسسي التي فرضتها الحرب.
كما استعرض يوسف جذور الصراع، موضحًا أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 جاءت نتيجة تراكمات سياسية وأمنية أعقبت سقوط نظام الرئيس عمر البشير، وتضخم نفوذ قوات الدعم السريع وتحولها إلى قوة موازية للجيش، بدعم وتدخلات خارجية وصفها بـ"السافرة".
وأكد أن ما عُرف بالاتفاق الإطاري والضغوط الدولية استهدفت تفكيك الجيش السوداني ومؤسساته، مقابل الإبقاء على مليشيات الدعم السريع خارج أي إطار وطني، مشيرًا إلى أن رفض الجيش لهذه الترتيبات أدى إلى التخطيط لانقلاب عسكري فاشل انتهى بحرب مفتوحة.
وجاءت تصريحات ياسر يوسف على هامش انطلاق الحملة الشعبية الدولية لمناصرة السودان، التي أُطلقت في مدينة إسطنبول، وتهدف إلى كسر الصمت الدولي، وتسليط الضوء على التدخلات الخارجية، وحشد الرأي العام العربي والدولي لوقف الحرب ودعم وحدة الدولة السودانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news