في أول تحليل سعودي يلامس جوهر بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الأخير، قال الصحفي السعودي البارز بدر القحطاني إن "الانفتاح الذي أبداه المجلس على التنسيق لحماية أمن الجنوب يتوافق تمامًا مع رؤية التحالف العربي منذ اليوم الأول للأزمة"، مشدّدًا على أن الاستقرار الحقيقي لا يُبنى بالبنادق، بل عبر طاولات الحوار والتفاهمات المشتركة.
وأكد القحطاني، في قراءة تحليلية موسّعة، أن التهدئة المنشودة في الجنوب اليمني لن تتحقق إلا عبر خطوات ميدانية واضحة وملموسة، داعيًا إلى تنفيذ خريطة طريق ثلاثية المحاور تُعتبر "الحد الأدنى المقبول" لاحتواء التصعيد:
إنهاء فوري وشامل لأي تصعيد عسكري، معتبرًا أن استمرار الاشتباكات يُعقّد المشهد ويعيق أي جهود سياسية.
إخلاء قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، باعتبارهما منطقتين حيويتين استراتيجيًا، ولا يجوز أن تكونا ساحةً لأي صراع داخلي.
تسليم جميع الثكنات والمعسكرات والمواقع الأمنية إلى قوات «درع الوطن» والسلطات المحلية، باعتبارها الأطر الرسمية والقانونية المخوّلة بحماية الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية.
وقال القحطاني :
"الحوار هو البديل الوحيد الذي يحقق مصالح الجميع… فرض الأمر الواقع بالقوة لن يُنتج سوى مزيد من الانقسام والفوضى."
وأوضح أن الحل السياسي الشامل يجب أن يراعي خصوصية الجنوب، لكن دون المساس بوحدة اليمن أو استقرار جيرانه، مُشيرًا إلى أن التحالف العربي لم يدخر جهدًا في دعم الحلول السلمية، طالما كان الشركاء المحليون شركاء حقيقيين في بناء السلام، لا مجرد أدوات في صراعات القوى.
واختتم الصحفي السعودي تحليله بالتأكيد على أن التفاهمات الأمنية والسياسية المشتركة هي "المخرج الوحيد" لضمان استقرار دائم يحمي الجنوب – والمنطقة بأكملها – من أي تهديدات مستقبلية، خاصةً في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news