في نهار الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول لعام 2015م، يوم الجمعة الموافق الرابع عشر من ربيع الأول 1437 هجري ، تعرّضت منازل في وراف بمحافظة إب لهجومٍ إرهابي شنّته ميليشيا الحوثي الإرهابية.
استخدمت الميليشيا في هجومها أسلحةً ثقيلة، شملت مضادات طيران عيار (14.5) با أكثر من ثلاثين طقم هاجمت المنطقه من الجهات المختلفه ، إضافة إلى دبابتين ومدرعتين، وهاجمت الآمنين في وضح النهار، دون سابق إنذار. لم يكن هناك أي تخطيط مسبق لمواجهة هذا الاعتداء الغاشم، ولم يكن لدينا أي دعم عسكري اطلاقا ولا حتى طلقة نار واحدة أو أي تنسيق مع أي جهة كانت ، سوى أسلحتنا الشخصية البسيطة.
واجه أبناء المنطقة الدبابات والمدرعات ومضادات الطيران بالبندقية فقط، في موقفٍ يختزل حجم الظلم والفارق الهائل في القوة. صمدنا ما استطعنا، لكن مع نفاد الذخيرة تمكّنت الميليشيا من اقتحام المنطقة، لتبدأ بعدها مرحلة التدمير والنهب والتفجير.
خلال هذا الهجوم الوحشي، أقدمت الميليشيا على قتل الشهيد بشير محمد أمين نعمان القادري في باب منزله ، ثم أحرقت منزله، وحرقت باصه، الذي كان يعيل نفسه وعائلته منه، واحرقت ودكانه أيضا ، وأصابت أخاه بكيل بعدك طلقت ناريه كنه بفضل الله نجاء منها . ولم تكتفِ بذلك، بل فجّرت منزل أحد المغتربين في المملكة العربية السعودية، ثم اتجهت بعد ذلك إلى منزلي، فنهبت سياراتي، ونهبت كل ما في المنزل، قبل أن تُقدم على تفجيره بالكامل.
ثم توجّهت الميليشيا إلى منزل والدي الشهيد المرحوم علي أمين القادري – رحمه الله – الذي كان لواءً في الجيش، ونهبت كل ما فيه. وكان في المنزل سلاح وذخيرة تعود له، كنا قد امتنعنا عن التصرّف بها على أساس أنها ستُقسَّم بين الورثة. ومن المؤلم أن تلك الذخيرة، ومنها قذائف (آر بي جي)، للأسف لم تكن بحوزتنا الاربجي البازوكا للدفاع عن أنفسنا، بل كانت مُستعارة لدى أحد المشايخ الذي لم يعيدها حتى يومنا هذا ، ولم يتمكن من إحضارها في وقت الهجوم.
بعد ذلك، اقتحمت الميليشيا الدار الكبير (منزل والدي رحمه الله) قصفته بالسلاح الثقيل هشمت أبوابه ونوافذه وعقوده، ونهبت محتوياته كاللصوص كما فعلت منزلي ، ثم اتجهت إلى ديوانه، وقصفته أيضاً بالسلاح الثقيل، فهشّمت النوافذ والأبواب، وعاثت في المكان فساداً، حتى مخازن الذرة والقمح التي تعرف بالبراميل لم تسلم منهم،،
ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، إذ قامت الميليشيا باعتقال ما يقارب عشرين شخصاً بالهوية والبطاقة، واستمرت بالبحث عني وملاحقتي واحتجزت جثمان الشهيد بشير (رحمه الله) لأكثر من أربعين يوما ، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأعراف. أما الجريح، فقد جرى علاجه سراً في أحد المنازل، خوفاً من ملاحقته أو تصفيته.
إنها حملة ظالمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حملة تميّزت بالقتل والتفجير والنهب والاعتقال ، ولا نعلم حتى اليوم ما الأسباب الحقيقية التي دفعت الميليشيا لارتكاب هذه الجرائم بحقنا، سوى أنها سياسة البطش والإرهاب التي تنتهجها بحق المدنيين الأبرياء.
تبقى هذه الشهادة للتاريخ، وللضمير الإنساني، وتوثيقاً لجريمة لا تسقط بالتقادم، وذكرى أليمة لا تُنسى.
واليوم، وبعد مرور عشرة أعوام على تلك الجريمة، ما زالت الطعنات التي تأتي من خلفنا تتوالى، طعنات الخيانة والغدر ممن كان يدعونا لمواجهة هذه المليشيا الإرهابية الظالمة ، نتلقّاها يوماً بعد آخر. ما زالت ممتلكاتنا تُلاحَق، ونُستهدف في كل ما يخصّنا، وكأن معاناتنا لم تنتهِ بعد.
ومع ذلك، فإننا على العهد ماضون، ثابتون على الموقف، لم تُكسر إرادتنا رغم الاحزان والألام، ولم تُثنِنا الجراح عن الإيمان بالحق. ماضون حتى يتحقق النصر، وينهض اليمن الكبير ، يمن الأمن والاستقرار والسلام، بإذن الله وحوله وقوته.
المصدر : صلاح علي القادري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news