خرجت مدرسة عمار بن ياسر للتعليم الأساسي في مدينة تعز، صباح اليوم، في وقفة احتجاجية مهيبة، جمعت بين المعلمين، الطلاب، وأولياء الأمور، في مشهد حمل بين طيّاته وجع الخسارة وصرخة غضب ضد جريمةٍ هزّت الضمير التربوي والوطني.
وجاءت الوقفة تنديداً باستشهاد مدير المدرسة، الأستاذ إبراهيم الشراعي، الذي قضى نحبه جراء الانفجار الذي استهدف مقر التجمع اليمني للإصلاح في تعز، الخميس الماضي.
واستحضر المشاركون - وهم يرفعون لافتات كُتبت عليها عبارات الحزن والغضب مثل "التعليم لا يُستهدف"، و"إعدام المعلم جريمة ضد الإنسانية"، و"يا قاتل المعلم، من سيربي أبناءنا؟" – صورةَ رجلٍ جسّد التفاني في خدمة التعليم، فكان "أباً ثانياً" لطلابه، ومرشداً لأقرانه من المعلمين.
وقال أحد الزملاء المعلّمين خلال الوقفة، بصوتٍ متهدّج:
"إبراهيم لم يكن مجرد مدير مدرسة، بل كان عموداً من أعمدة البناء الأخلاقي والتعليمي في منطقتنا. اغتياله ليس خسارة شخصية، بل طعنةٌ في قلب رسالة التعليم نفسها."
وأكّد أولياء الأمور المشاركون أن استهداف الكوادر التربوية لا يقلّ خطورة عن استهداف البنية التحتية للتعليم، داعين الجهات الأمنية والقضائية إلى "التحرك العاجل لكشف ملابسات الجريمة، وملاحقة كل من ساهم في التخطيط أو التنفيذ، وتقديمهم للعدالة دون تأخير".
وشهدت الوقفة لحظات صمت حزينة، رفع خلالها الطلاب صور مديرهم الراحل، بينما علت أصواتهم بأناشيد وطنية ودعوات صادقة بالرحمة له والخلود في ذاكرة الأمة.
يُذكر أن الأستاذ إبراهيم الشراعي كان شخصيةً بارزة في الوسط التربوي بتعز، عُرف بحبه للطلاب، والتزامه المهني، وقيادته الحكيمة للمدرسة في أحلك الظروف. وخلفت جريمة اغتياله موجةً عارمة من الغضب والاستنكار على مستوى المحافظة والبلاد، لا سيما في ظل تصاعد استهداف الكوادر التعليمية والخدمية في مناطق النزاع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news