في تصريحٍ لافت يرسم صورة قاتمة عن مستقبل العملية السياسية الهشة في اليمن، أعلن مستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، عبد الملك المخلافي، أن "الانقلاب الخاص بالانتقالي الجنوبي قد اكتمل"، محذرًا من تداعياته الكارثية على وحدة البلاد واستقرارها.
وأشار المخلافي إلى أن الشعب اليمني، سواء في الشمال أو الجنوب، بات اليوم يرزح تحت وطأة انقلابين متزامنين، ما ضاعف من معاناته الإنسانية والاقتصادية وعمّق من أزماته المتراكمة. وأكد أن ما يجري على الأرض لا يُعدّ تطورًا سياسيًا مشروعًا، بل "انتكاسة خطيرة" للمسار الذي كان يُفترض أن يقود البلاد نحو السلام والتوافق الوطني.
وأضاف أن هذا التحوّل المفاجئ، الذي تصفه وسائل إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي بـ"التصحيح السياسي"، يُشكل في جوهره انقلابًا مكتمل الأركان على مكتسبات الحوار الوطني والاتفاقات الموقعة، بما فيها اتفاق الرياض الذي كان يُفترض أن يُرسّخ الشراكة وينهي حالة الانقسام.
ولفت المخلافي إلى أن ما تقوم به مليشيات الانتقالي — بحسب وصفه — لا يعكس تطلعات شعوب الجنوب المشروعة، بل يُوظف لصالح أجندات خارجية ومشاريع هدفها تفتيت الدولة اليمنية وتقويض مؤسساتها الشرعية. داعيًا جميع القوى الوطنية، داخل الحكومة وخارجها، إلى اتخاذ موقف جاد وموحّد لإنقاذ ما تبقى من هيكليّة الدولة ومنع انهيارها الكامل.
وفي ظل تصاعد الخطاب الانفصالي وتزايد سيطرة المليشيات على مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية، يتساءل مراقبون: هل نحن أمام ميلاد كيان جديد على أنقاض دولة منهكة؟ أم أن هناك فرصة أخيرة لوقف هذا الانزلاق الخطير قبل فوات الأوان؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news