الجنوب اليمني: خاص
تصاعدت الأوضاع السياسية في اليمن والمنطقة مع التحركات المكثفة التي أظهرتها الإمارات في الحدود مع عمان والسعودية، وهو ما دفع إلى استنفار دبلوماسي سعودي عُماني في لقاءات رسمية تهدف إلى مناقشة تداعيات انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي.
المحلل السياسي عادل المسني أكد في تصريحاته التلفزيونية أن هذه الزيارة تنبع من تصعيد إماراتي خطير قد ينذر بدخول المنطقة في دوامة عدم استقرار واسعة وتوسيع رقعة الصراع الإقليمي.
وأشار المسني إلى توافق واضح بين الرياض ومسقط لرفض تحركات المجلس الانتقالي، معتبرًا أن هذا الموقف ينسجم مع متطلبات الأمن القومي لكل من عمان والسعودية. وأوضح أن هناك دولاً إقليمية ذات خلافات مع السعودية وعمان تحاول فرض وقائع جديدة على الحدود، في محاولة لمحاصرة البلدين، وهو ما يُظهر أن المسألة أكبر بكثير من مجرد خلاف إقليمي بسيط.
وأضاف أن الامارات تسعى إلى توسيع نفوذها في اليمن، مستهدفةً محافظات مأرب وتعز والحديدة وميدي، بما يؤدي إلى خروج السعودية من الساحة اليمنية بشكل كامل، وهو الأمر الذي يثير مخاوف جدية لدى الرياض وعمان بخصوص استقرار المنطقة. كما شدد المحلل على أن الإمارات تمارس ضغطًا مباشرًا على حساب مصالح البلدين، مشيرًا إلى أن هذا التمدد يهدد أمنهما القومي ويغذي مصادر التوتر الحالية.
وفي السياق نفسه، كشف المسني عن تحركات سعودية لتعزيز تحالفات إقليمية لمواجهة ما وصفه بالتصرفات الإماراتية، مشيرًا إلى زيارة قطر وإريتريا إلى الرياض وطلبهما تدخل المملكة في مواجهة هذا التصعيد. كما أشار إلى تقارب مصري سعودي يركز على رفض الانفصال في اليمن، باعتباره يهدد الأمن القومي لكل من مصر والدول العربية، خاصةً في ظل الدور المتزايد لإسرائيل في خلق بؤر توتر إقليمية.
وأكد المحلل أن انقلاب المجلس الانتقالي وادعاءاته بمحاربة الإرهاب في محافظتي حضرموت والمهرة لا صحة لها، وأنها مجرد تنفيذ لمخططات إماراتية تهدف إلى إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية في المنطقة. ورفع المسني سقف التحليل من خلال التأكيد أن الانتقالي مجرد بيدق في يد الإمارات، وأن إعلان الانفصال غير مطروح في الوقت الحالي بسبب سيطرة أبو ظبي على القرار.
وأختم بالقول إن التوتر الحالي ليس مجرد صراع بين فصائل يمنية، بل أزمة إقليمية تستدعي تنسيقًا سعودياً عُمانياً لمواجهة تحديات أمنية كبرى، وسط تحركات إقليمية وأدوات جيوسياسية تلعب على خط المواجهة في اليمن والخليج.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news