في تصعيد خطير يزيد من تعقيد المشهد الأمني في حضرموت الوادي، علّق الكاتب والصحفي المعروف عبدالسلام القيسي على إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن تعرّض قواته لهجوم بطائرة مسيّرة في منطقة "مثلث العبر" الاستراتيجية، معتبرًا أن ما جرى ليس مجرد حادث عابر، بل هو "ترشيح واضح لصراع قادم" بين القوى المحلية والإقليمية الفاعلة في المنطقة.
جاء تعليق القيسي عقب البيان الذي أصدره المتحدث الرسمي باسم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، النقيب محمد النقيب والذي أكد فيه وقوع الهجوم دون أن يكشف عن هوية الجهة المسؤولة عنه، وهي نقطة محورية أثارها القيسي في تحليله.
ورأى القيسي أن هذا النوع من التصعيد، في ظل الغموض المحيط به، لا يخدم سوى طرف واحد وهو ميليشيا الحوثي الانقلابية. وأوضح أن أي احتكاك مسلح أو توتر أمني بين القوى المناهضة للحوثيين يعمل على تشتيت جهودها واستنزاف طاقاتها في معارك جانبية، مما يمنح الميليشيا فرصة ذهبية لتعزيز مواقعها أو الانطلاق في جبهات أخرى بأقل تكلفة.
وحول سبل تجنب هذا السيناريو المقلق، أكد القيسي أن الحوار الجاد والبناء هو السبيل الوحيد لتجنب الانزلاق نحو المزيد من التصعيد.
ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس واللجوء إلى آليات الحوار لحل أي خلافات عالمة، مؤكدًا أن القوة والعنف لن ينتجا سوى المزيد من الفوضى والدمار.
ولفت القيسي الانتباه إلى نقطة غاية في الأهمية في بيان الانتقالي، وهي عدم تحديد الجهة المنفذة للهجوم. واعتبر أن هذا الغموض "يفتح الباب على مصراعيه أمام مزيد من التوتر والاتهامات المتبادلة"، خاصة في منطقة شديدة الحساسية مثل حضرموت الوادي التي تشهد تنافسًا على النفوذ.
وفي ختام تعليقه، وجّه القيسي نداء عاجلاً إلى جميع الأطراف المعنية بالأمر، داعيًا إلى "التعقّل وتحكيم المنطق" في التعامل مع مثل هذه الحوادث.
وشدد على أن الأولوية القصوى يجب أن تكون الحفاظ على الأمن والاستقرار في حضرموت ومنع انزلاقها إلى صراع مفتوح لن يخدم سوى أعداء اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news