الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي.. هل يدخل في خدمة التطرف؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 46 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي.. هل يدخل في خدمة التطرف؟

في وقت يتسارع فيه العالم للاستفادة من القدرات المتنامية للذكاء الاصطناعي في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي وتحسين الإنتاجية، تبرز في المقابل مخاوف أمنية متصاعدة من انزلاق هذه التقنية إلى مسارات خطرة، قد تجعل منها أداة مساعدة للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية.

هذا التحذير لم يعد افتراضاً نظرياً، بل بات جزءاً من نقاش جدي داخل الأوساط الأمنية والاستخباراتية، في ظل مؤشرات على محاولات حثيثة لاختبار إمكانات الذكاء الاصطناعي وتطويعه لأغراض غير مشروعة.

الذكاء الاصطناعي بين التنمية والإرهاب

أكد الخبير في الذكاء الاصطناعي ماركو مسعد، خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مزدوجة، إذ يمكن أن يسهم بشكل إيجابي في زيادة الإنتاجية ودعم البحث العلمي وتسريع الاقتصاد الدولي، وفي الوقت ذاته يتحوّل إلى أداة تساعد الجماعات الإرهابية على تحقيق أهدافها بسرعة أكبر.

وأشار مسعد إلى أن هذه الجماعات لم تعد تعتمد فقط على العنصر البشري في عمليات التجنيد والتأثير، بل صارت تستخدم الذكاء الاصطناعي في تسريع أعمال العنف، ومن ذلك التجنيد الرقمي للشباب، والتأثير على الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الأخبار والصور المزيفة، بما يشكل مضاعفًا للقوة لدى هذه المجموعات

تحديات الاستخبارات.. حدود السيطرة على الذكاء الاصطناعي

وأوضح مسعد أن أجهزة المخابرات الدولية والحكومات تواجه صعوبة كبيرة في ضبط الاستخدام السلبي للذكاء الاصطناعي.

فكما أن الجامعات الإرهابية لا يمكن السيطرة عليها بنسبة 100% عند زرع العبوات الناسفة، كذلك يصعب التنبؤ باستجابات نماذج الذكاء الاصطناعي عند طرح أسئلة دقيقة وحساسة.

وأشار إلى مثال عملي، حيث يمتنع نموذج الذكاء الاصطناعي عن الإجابة المباشرة على أسئلة حول صناعة القنابل النووية أو القنابل اليدوية، لكنه قد يستجيب عند إعادة صياغة السؤال بطريقة معينة، ما يتيح إمكانية حصول الجماعات الإرهابية على المعلومات المطلوبة.

كما لفت إلى أن هذه النماذج يمكن استخدامها لمعرفة نقاط ضعف البنية التحتية للمؤسسات وكيفية تجييش الشعوب وتقليب الرأي العام.

الذكاء الاصطناعي لمكافحة نفسه.. الحل الجزئي

طرح مسعد استراتيجية للحد من الأخطار، مبنية على استخدام الذكاء الاصطناعي ضد الذكاء الاصطناعي نفسه، وذلك عبر نماذج اصطناعية تراقب الاستخدامات وتحدّد الكلمات المفتاحية وتصدر إنذارات مبكرة.

وأوضح أن هذه الآليات يمكن أن تطورها الشركات المصنِّعة للنماذج، كونها الأكثر قدرة على مراقبة هذه الظاهرة.

غير أن الخبير شدد على أن هذه الحلول تظل نسبية وليست مطلقة، مؤكدا أن التصدي الكامل لتوظيف الذكاء الاصطناعي في أعمال إرهابية يظل صعب التحقيق في ظل محدودية قدرات الأجهزة الأمنية وعدم وضوح الاستجابات الفعلية للنماذج

مسؤولية مشتركة.. المجتمع والحكومات والشركات

أشار مسعد إلى أن مواجهة آثار الذكاء الاصطناعي السلبي تتطلب مسؤولية مشتركة تشمل جميع الأطراف، من شركات التكنولوجيا والمطورين إلى الحكومات ومواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع المدني.

وأضاف أن غياب إطار قانوني تنفيذي يفاقم الخطر، إذ تحاول الحكومات فقط تتبع الظاهرة دون معرفة مدى عمقها أو فاعليتها.

وأوضح أن التركيز على الجانب الربحي من قبل الشركات المطوّرة للنماذج يأتي على حساب العمل الأمني، وهو ما يفسر وقوع حوادث فردية، مثل تزويد المستخدمين بإرشادات حول إيذاء النفس، أو تجنيد الأشخاص عبر الإنترنت، أو نشر الأخبار المزيفة لتجييش الرأي العام، كما يحدث حاليًا مع الجماعات الإرهابية.

أولوية الربح أم ضبط الأثر السلبي؟

أكد مسعد أن تركيز الشركات على تطوير النماذج بسرعة لتحقيق الأرباح يتناقض مع الحاجة لتقليل الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي.

فبينما يسعى مطورو النماذج إلى تسريع أداء الأعمال اليومية، لا تولي هذه الشركات اهتمامًا كافيًا لتعزيز استخدامات أمنية أو حماية المجتمعات من سوء الاستخدام.

وأشار إلى أن هذا الخلل يؤدي إلى وقوع حوادث متكررة، من بينها تجنيد الشباب، ونشر أخبار مضللة، وتشجيع أعمال العنف، وهو ما يعكس فجوة كبيرة بين التطور التقني والقدرة التنظيمية على ضبط التأثيرات السلبية.

يضع ماركو مسعد الذكاء الاصطناعي في قلب المعادلة الأمنية المعاصرة، حيث تتقدم التكنولوجيا بوتيرة أسرع من التشريعات، وتسبق التطبيقات السلبية أي جاهزية مؤسسية لاحتوائها.

ووفق هذا التصور، فإن المعركة ليست ضد الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل ضد سوء استخدامه في ظل فراغ تشريعي وضعف الرقابة، ما يجعل مسؤولية الحد من مخاطره مشتركة، ومفتوحة أمام تحديات تقنية وأمنية معقدة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 919 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 524 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 516 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 509 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 464 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 398 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 375 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 369 قراءة 

مشاورات سعودية- إماراتية خلف الكواليس بشأن تطورات الجنوب وبيان مرتقب لاحتواء الموقف

عدن حرة | 338 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 338 قراءة