يمن إيكو|تقرير:
قالت وكالة “بلومبرغ” إن تردد بعض شركات الشحن في العودة إلى البحر الأحمر بشكل كامل والتفكير في تسيير رحلات تجريبية، يعود إلى عدة أسباب ومخاوف أمنية ومالية.
ونشرت الوكالة أمس الثلاثاء تقريراً رصده وترجمه موقع يمن إيكو، جاء فيه أنه برغم تأكيدات شركات الشحن الكبرى بشكل رسمي على أن الوضع لا يسمح بالعودة إلى البحر الأحمر، فإنها “تقوم في الخفاء باختبار الوضع، من خلال إرسال سفن منفردة، تتضمن بعض أكبر سفن الحاويات في العالم، ذهابًا وإيابًا عبر البحر الأحمر لمعرفة ما سيحدث، وحتى الآن، عبرت السفن القناة دون مشاكل”.
وأشارت إلى أن “بعض الشركات تتخذ الآن خطوات تتجاوز مجرد تجارب السفن الفردية، وتقترب من إعادة فتح لخطوطها، مثل شركة (سي إم إيه سي جي إم) الفرنسية، ثالث أكبر شركة شحن في العالم، والتي التزمت لأول مرة منذ عامين بتسيير خدمة منتظمة من الهند إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة عبر قناة السويس، بدءًا من أوائل عام 2026، وفي المقابل، تلتزم شركات أخرى الصمت بشأن جداول رحلاتها، لكنها تشير إلى أن موقفها المترقب قد يتغير قريبًا”.
ونقل التقرير عن فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة الشحن العملاقة (ميرسك) قوله: “إذا صمد وقف إطلاق النار، فأعتقد أننا تجاوزنا مرحلةً مهمةً وخطونا خطوةً كبيرةً نحو العودة إلى البحر الأحمر”.
ووفقا للوكالة فإن لدى شركات الشحن أربعة أسباب للتردد في العودة إلى البحر الأحمر “أولها الارتباط بين اليمن والصراع في غزة، واعتماد الهدوء في البحر الأحمر على استمرار السلام بين إسرائيل وحماس، فإذا انهار الاتفاق، قد يستأنف الحوثيون هجماتهم على السفن”.
والسبب الثاني بحسب التقرير هو “حرص شركات الشحن على تجنب ما يُسمى بالاضطراب المزدوج، والمتمثل في العودة إلى البحر الأحمر مبكرًا جدًا، ثم الاضطرار إلى العودة مجددًا إلى المسار الطويل حول أفريقيا إذا ما استأنف الحوثيون هجماتهم”.
وفي هذا السياق ينقل التقرير عن مسؤولين تنفيذيين في قطاع الشحن قولهم إن “الغموض يستدعي تجربة مسار السويس برحلات محدودة، ربما لمدة تصل إلى ستة أشهر، قبل التفكير في استئنافه بالكامل”.
وبحسب التقرير فإن “السيناريو الأرجح هو أن سفن الحاويات ستسلك في البداية المسار الطويل حول أفريقيا عندما تكون محملة بالكامل عند الإبحار من آسيا إلى أوروبا، حيث يكون الالتزام بالجداول الزمنية أمرًا بالغ الأهمية، وفي رحلة عودتها إلى آسيا، قد تختبر مسار السويس، لأنها تحمل كميات أقل من البضائع، وبالتالي لا يُعد التوقيت عاملًا حاسمًا”.
أما السبب الثالث فهو أن “تكاليف التأمين لا تزال مرتفعة للغاية بالنسبة للبحر الأحمر” بالإضافة إلى “انخفاض أسعار زيت الوقود إلى أدنى مستوى لها في خمس سنوات، مما يقلل من التكاليف الإضافية للرحلة حول أفريقيا” حس التقرير.
ونقلت الوكالة عن قسطنطين باك، رئيس شركة “إم بي سي” لسفن الحاويات قوله: “نعتقد أن الأمر سيستغرق بضعة فصول ربع سنوية للتراجع تدريجياً عن إعادة توجيه الشحنات، الأمر يتعلق بتحقيق التوازن بين الأمن والتأمين وتعديلات الشبكة والازدحامات المحتملة، وما إلى ذلك”.
وبحسب الوكالة فإن السبب الرابع غير معلن، وهو يتعلق بالأرباح، لأنه “بمجرد إعادة فتح قناة السويس، ستنخفض أسعار الشحن انخفاضًا حادًا، إذ لن تكون هناك حاجة إلى نحو 6% من الطاقة الاستيعابية العالمية التي تستخدم لدعم المسافات الإضافية التي يتطلبها المسار حول أفريقيا، وقد بدأت تكاليف شحن الحاويات بالانخفاض بالفعل تحسبًا لذلك، حيث هبط السعر القياسي في هذا القطاع إلى حوالي 2000 دولار أمريكي لكل حاوية بطول 40 قدمًا، بعد أن كان يقارب 4000 دولار أمريكي في بداية العام.. ومن المرجح حدوث المزيد من الانخفاضات إذا تحسنت الأوضاع اللوجستية”.
وأوضح التقرير أن “العوامل السعرية المتأثرة بتخفيف قيود الشحن لا تقتصر على تكاليف النقل فحسب، بل قد تتعرض أسعار النفط لضغوط أيضاً، مع تراجع تأثير الرحلات البحرية حول أفريقيا على استهلاك الوقود، وقد تتعرض سلع أخرى لضغوط، مع تلاشي احتمالية اضطراب سلاسل التوريد الذي دفع الشركات إلى الاحتفاظ بمخزونات أكبر كإجراء احترازي ضد الصدمات”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news