في تصعيد لافت ينعكس سلباً على جهود استقرار الوضع في محافظة حضرموت، أفادت مصادر محلية وميدانية موثوقة بتحليق مكثف لطيران حربي غير معروف الهوية في أجواء المحافظة، خلال ساعات النهار والليل الماضيين.
وقد بلغ التصعيد ذروته عندما أطلقت إحدى الطائرات قنبلة دخانية فوق منطقة الهضبة الاستراتيجية، التي تتمركز فيها قوات تابعة لما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي".
ووصف مراقبون سياسيون الحادث بأنه ليس مجرد مناورة عسكرية، بل هو "رسالة قوية ومكشوفة" موجهة بشكل مباشر لقوات الانتقالي، التي ينظر إليها الكثيرون في الجنوب على أنها "مليشيا مسلحة" تابعة للإمارات، وتعمل خارج إطار الشرعية اليمنية والقوات النظامية.
1. استهداف "المليشيا" وليس القوات النظامية: يأتي الاستهداف الدقيق لمنطقة تمركز قوات الانتقالي، وتجنب أي مناطق أخرى، ليؤكد أن الرسالة موجهة تحديداً لهذه القوات المنشقة.
إن استخدام مصطلح "مليشيا الانتقالي" هنا يعكس حقيقة أن هذه القوات لا تعمل كجزء من الجيش الوطني الموحد، بل كقوة شبه عسكرية ذات ولاءات خارجية، وتتبع أجندة خاصة تتعارض مع وحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات الكبرى، وعلى رأسها تمرد الحوثيين.
2. لقنبلة الدخانية كإنذار:إن استخدام القنبلة الدخانية، وليس قذيفة حقيقية، هو تكتيك عسكري دقيق يحمل في طياته معنى التحذير والتهديد.
إنها بمثابة "صفعة على الوجه" تقول: "نحن نراكم، نعرف أماكنكم، ونستطيع استهدافكم في أي وقت".
هذه الخطوة تهدف إلى إظهار التفوق الجوي وفرض معادلة ردع جديدة، وربما تحذير الانتقالي من أي مغامرات عسكرية أو محاولات لفرض سيطرته على مناطق جديدة في حضرموت.
3. تأجيج التوترات الداخلية:
يأتي هذا التصعيد في وقت تُبذل فيه جهود محلية وإقليمية لتخفيف حدة التوتر بين القوات الحكومية وقوات الانتقالي في المحافظة.
هذا العمل العسكري من شأنه أن ينسف هذه الجهود، ويعيد فتح ملف الخلافات، ويضع حضرموت على حافة فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة، مما يهدد السلم الأهلي والاستقرار النسبي الذي تتمتع به المحافظة.
الخلفية والسياق:
تُعتبر محافظة حضرموت ساحة صراع خفية بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات.
ورغم وجود اتفاق الرياض الذي يهدف إلى توحيد الصفوف، إلا أن التوترات ارتفعت على الأرض، مع اتهامات متبادلة بالاستفزاز ومحاولة السيطرة على الموارد، خاصة في مدينتي المكلا وسيئون.
إن هذا التحليق والاستهداف يضع كل الأطراف أمام مسؤولياتها، ويطرح تساؤلات جادة حول الجهة التي تقف وراء هذا التصعيد، وما هي أهدافها الحقيقية.
في كل الأحوال، يبقى المدنيون في حضرموت هم الضحية الأولى لهذه الصراعات على النفوذ، التي تهدد بتحويل واحة الأمن والاستقرار إلى ساحة جديدة للحرب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news