أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الثلاثاء 16 ديسمبر/كانون الأول 2025، بمقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم 43 طفلاً، في سلسلة هجمات بطائرات مسيرة استهدفت إقليم كردفان السوداني منذ بداية الشهر الجاري.
وأوضح المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان اطلع عليه "بران برس"، أن إحدى الغارات استهدفت روضة أطفال ومستشفى في منطقة كالوقي بجنوب كردفان، وأسفرت عن مقتل 89 مدنياً على الأقل، بينهم ثمان نساء و43 طفلاً، واصفاً الهجوم بأنه قد يرقى إلى جريمة حرب.
وأعرب تورك عن "قلق بالغ" إزاء تصاعد الأعمال العدائية في الإقليم، داعياً جميع أطراف النزاع والدول ذات النفوذ إلى ضمان وقف فوري لإطلاق النار ومنع وقوع المزيد من الفظائع، في حين لم يحدد البيان الجهة المسؤولة عن هذه الغارات الجوية التي استهدفت مستشفيات وروض أطفال.
وأضاف المفوض أن ستة من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قتلوا في 13 ديسمبر/كانون الأول إثر غارات جوية على قاعدة لهم في كادوقلي جنوب كردفان، محذراً من أن استهداف أفراد حفظ السلام يشكل "جريمة حرب محتملة".
وأشار البيان إلى أن غارة جوية بطائرة مسيرة استهدفت مستشفى عسكرياً في الدلنج بجنوب كردفان يوم 14 ديسمبر، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين، بينهم كوادر طبية، مؤكداً أن المرافق الطبية والعاملين فيها يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي الجانب الإنساني، تصدّر السودان للمرة الثالثة على التوالي قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، لتسليط الضوء على الدول العشرين الأكثر عرضة لحالات طوارئ إنسانية جديدة أو تفاقم أخرى جارية.
وقال الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، "ديفيد ميليباند" في بيان له إن "ما نشهده على أرض الواقع ليس مجرد حادث مأساوي. فالعالم لا يكتفي بالتقاعس عن الاستجابة للأزمة، بل إن الأفعال والأقوال تساهم في تفاقمها وإطالة أمدها".
وأضاف: "حجم الأزمة في السودان، التي تتصدر قائمة المراقبة للعام الثالث على التوالي، وأصبحت أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق، دليل واضح على هذا الخلل"، وفقاً لوكالة الأنباء "رويترز".
واندلعت الحرب في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، قبيل انتقال مخطط له إلى الحكم المدني، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص حتى الآن، يفتقر الكثير منهم إلى الموارد الأساسية ويتعرضون للسرقة وفقدان الأقارب، فضلاً عن حالات اغتصاب.
ووفقاً للجنة التنفيذية جاءت الأراضي الفلسطينية وجنوب السودان وإثيوبيا وهايتي خلف السودان على قائمة مراقبة الأزماتالإنسانية، مشيرةً إلى أن هذه الدول، رغم أنها تمثل 12 بالمئة فقط من سكان العالم، تحتوي على 89 بالمئة من المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، ومن المتوقع أن تستضيف أكثر من نصف من يعانون الفقر المدقع في العالم بحلول عام 2029.
أما بقية الدول المدرجة على القائمة طبقاً للبيان فهي: ميانمار، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مالي، بوركينا فاسو، لبنان، أفغانستان، الكاميرون، تشاد، كولومبيا، النيجر، نيجيريا، الصومال، سوريا، أوكرانيا، واليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news