قال المحلل السياسي حسن مغلس إن تكرار تواصل المجلس الانتقالي الجنوبي مع إسرائيل يعكس، بحسب رأيه، حالة من عدم الثقة بالقاعدة الشعبية التي يستند إليها المجلس، معتبرًا أن أي كيان يمتلك حاضنة جماهيرية واسعة لا يحتاج إلى البحث عن دعم خارجي من هذا النوع.
وأوضح مغلس، خلال حديثه لبرنامج «التاسعة» على قناة المهرية الفضائية، أن لجوء الانتقالي إلى هذا المسار يرتبط برغبته في الحصول على اعتراف دولي، مشيرًا إلى أن هذا التوجه لا يأتي بدافع سياسي بحت، بل في إطار السعي إلى شرعية خارجية، مع الإشارة إلى أن هناك من يعتقد بوجود أطراف إقليمية شجعته على هذا المسار.
وأضاف أن هذا التوجه أثار، بحسب وصفه، حالة من الإرباك داخل أوساط مؤيدي المجلس أنفسهم، نظرًا للموقف الشعبي اليمني العام المناهض لإسرائيل والداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الملف يمثل حساسية دينية ووطنية لدى مختلف المكونات اليمنية.
واعتبر مغلس أن التواصل مع إسرائيل يُنظر إليه من قبل قطاع واسع من اليمنيين على أنه تجاوز للقيم الدينية والقومية، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف المكون سياسيًا من الداخل بدلًا من تعزيز موقعه.
وأشار المحلل السياسي إلى أن هذا النهج، وفق تقييمه، يعكس ضعفًا سياسيًا، مؤكدًا أن القوى التي تمتلك دعمًا شعبيًا حقيقيًا لا تحتاج إلى ضمانات خارجية، كما لا تخشى الضغوط الإقليمية، على حد تعبيره.
وفي سياق حديثه، تطرق مغلس إلى سجل الانتقالي خلال فترات سابقة في عدن، متحدثًا عن وقائع اغتيالات وسجون سرية وانتهاكات، قال إنها ما زالت حاضرة في الذاكرة العامة، معتبرًا أن هذه الممارسات تؤثر على مصداقية أي مشروع سياسي يطرحه المجلس.
كما رأى أن المجلس الانتقالي، رغم امتلاكه قوة عسكرية، لا يستطيع إعلان دولة أو تحمّل تبعات ذلك من حيث المسؤوليات الخدمية والإدارية، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تفرض عليه التزامات مباشرة بعد سحب السعودية الحكومة والمجلس الرئاسي ونقلهم إلى الرياض.
وتناول مغلس في ختام حديثه الدور السعودي، معتبرًا أن الرياض تفضل المسار الدبلوماسي في التعامل مع التطورات، لافتًا إلى أن إدخال أسلحة جديدة إلى عدن، بحسب ما يتردد، يتم بعلم التحالف، الذي يمتلك القدرة على منع دخول أي تجهيزات عسكرية إذا أراد ذلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news