في تصعيد خطير يكرس مشهد الفوضى الأمنية المستشري، هزّ انفجار قوي منطقة بئر أحمد بمدينة البريقة، التابعة للعاصمة المؤقتة عدن، مساء اليوم، ليعيد إلى الأذهان مخاوف العودة إلى دوامة العنف التي لم تغب عن المدينة منذ سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي عليها.
وبحسب ما نقله إعلام تابع للسلطات هناك، وقع التفجير على مقربة من محطة المفلحي للمحروقات، إحدى المنشآت الحيوية التي تزود المدينة بالوقود، مما أدى إلى حالة من الذعر والهلع بين السكان والمارّة، الذين فروا من المكان خوفاً من تطور الأحداث.
ولم يكد الغبار يعقب انفجار القنبلة الصوتية حتى أطلق الجهاز المنفذ وابلاً من الطلقات النارية في الهواء، في مشهد مسرحي يهدف إلى بث الرعب وإظهار قوة نارية في وجه أجهزة الأمن التي تبدو عاجزة عن فرض سيطرتها.
وقد أعلنت الشرطة التابعة لإدارة الانتقالي في البريقة، في بيان مقتضب، أنها فتحت تحقيقاً واسعاً في الحادث. وأكدت المصادر الأمنية أن عمليات بحث وتحرٍ جارية لتحديد هوية المهاجم الذي لاذ بالفرار فور تنفيذ هجومه المنسق.
ورغم الإعلان الرسمي عن فتح التحقيق، إلا أن هذا الإجراء يُنظر إليه على أنه محاولة لامتصاص النقمة الشعبية أكثر من كونه خطوة جادة لوضع حد للانفلات الأمني.
يأتي هذا الحادث ليضيف إلى سلسلة طويلة من الجرائم والاعتداءات التي تشهدها عدن والمدن الجنوبية الخاضعة لسيطرة مليشيات الانتقالي، والتي فشلت في تأمين حياة المواطنين وممتلكاتهم.
ويطرح التساؤل الجدي حول مدى جدية هذه القوى في إحلال الأمن والاستقرار، خاصة وأن وقوع جريمة بهذه البساطة والخطورة بجانب منشأة حيوية كمحطة وقود، وفي وضح النهار، يكشف عن حجم الثغرات الأمنية والفوضى العارمة التي تعيشها المدينة.
يظل سكان البريقة وعدن في حالة ترقب وخوف، ينتظرون ما ستسفر عنه التحقيقات التي غالباً ما تنتهي بدون الوصول إلى نتيجة حقيقية أو كشف مرتكبي الجرائم، مما يعمق من شعورهم بعدم الأمان واليأس من أي تحسن في الأوضاع تحت الحكم الحالي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news