تواصل في العاصمة العُمانية مسقط، بحضور أممي وبرعاية عمانية، اللقاءات المكثفة بين وفد الحكومة الشرعية اليمنية وممثلي جماعة الحوثي، في خطوة يُعتقد أنها قد تكون الأكثر جدية لمعالجة ملف الموقوفين والمختطفين، أحد أبرز الملفات الإنسانية العالقة منذ سنوات.
أجواء إيجابية ومحادثات بنّاءة
وكشفت مصادر مطلعة مطلعة على تفاصيل المباحثات أن المحادثات تسير في "أجواء إيجابية وبنّاءة"، حيث يركز الطرفان على الجوانب التقنية والإنسانية بعيداً عن الخلافات السياسية.
وأضافت المصادر أن الوفدين يعملان على مراجعة القوائم النهائية للأسرى والمختطفين لدى الطرفين، ومحاولة تسوية النقاط العالقة التي عرقلت الاتفاق في جولات سابقة.
يأتي هذا التطور وسط دعوات متزايدة من قبل منظمات حقوقية إنسانية محلية ودولية، فضلاً عن أطراف يمنية فاعلة، مطالبةً كلاً من الحكومة والحوثيين باستشعار المسؤولية الوطنية والإنسانية، والإسراع في الإفراج عن كافة المحتجزين، لا سيما النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، وفق مبدأ "الكل مقابل الكل" ودون أي مماطلة أو شروط تعسفية.
أهمية إنسانية وسياسية
لا تقتصر أهمية هذه المفاوضات على البعد الإنساني فحسب، بل تمتد لتشكل خطوة حاسمة في بناء الثقة بين أطراف النزاع، الذي شهد تراجعاً حاداً في الآونة الأخيرة. يُعتبر ملف الأسرى بمثابة مقياس لجدية الطرفين في السير نحو سلام مستدام، حيث أن أي نجاح في هذا الملف من شأنه أن يفتح الباب أمام خطوات أخرى أكثر تعقيداً في مسار السلام.
ويعاني آلاف الأسرى والمختطفين وأسرهم ظروفاً إنسانية صعبة، حيث يمضي سنوات طويلة في السجون دون تهم أو محاكمات، فيما يعيش ذووهم في حالة من الانتظار المرير والأمل المعلق على كل جولة من جولات الحوار.
دور الوساطة العمانية والأممية
تلعب السلطنة العمانية دوراً محورياً كوسيط مقبول من كلا الطرفين، وتستخدم علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات. إلى جانب ذلك، توفر الأمم المتحدة الإطار العام للعملية وتضمن التزامها بالمعايير الدولية، وتعمل على توثيق الاتفاقات ومتابعة تنفيذها.
وتترقب الأوساط اليمنية والعالمية بفارغ الصبر نتائج هذه الجولة، على أمل أن تسفر عن اتفاق نهائي وملموس، يُنهي معاناة آلاف الأسرى، ويُشكل خطوة إيجابية نحو تخفيف حدة التوتر في اليمن، وطي صفحة الألم في نفوس ملايين اليمنيين الذين يتطلعون إلى سلام يرد لهم كرامتهم وحياتهم الطبيعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news