تحضيرات سعودية محتملة لجولة حرب جديدة.. كيف تنظر إسرائيل إلى اليمن اليوم؟

     
قناة المهرية             عدد المشاهدات : 304 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحضيرات سعودية محتملة لجولة حرب جديدة.. كيف تنظر إسرائيل إلى اليمن اليوم؟

تشهد الساحة اليمنية عودةً لافتة إلى واجهة الاهتمام في الصحافة العبرية ومراكز الأبحاث الإسرائيلية، في ضوء تحولات ميدانية وسياسية متسارعة، أبرزها سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت، وإعادة تموضع السعودية وحلفائها في البحر الأحمر، وتزايد المخاوف الإسرائيلية من تعاظم الدور العسكري للحوثيين وتحولهم إلى نسخة جديدة من حزب الله على الضفة الجنوبية للبحر الأحمر

.

 

وتُظهر القراءة العامة للمواد الإسرائيلية، التي ترجمها مركز صنعاء للدراسات، أن اليمن لم يعد يُنظر إليه كساحة هامشية، بل كجبهة استراتيجية متقدمة في الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران، وكساحة محتملة لاشتباكات مباشرة أو غير مباشرة في المرحلة المقبلة

.

 

تحولات الجنوب

اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست أن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، على محافظة حضرموت الغنية بالنفط تمثل تحولًا كبيرًا في ميزان القوى داخل اليمن، وقد تقود إلى تقليص النفوذ السعودي في الجنوب.

 

 إلا أن الصحيفة، ومعها محللون إسرائيليون، يقللون من الأثر المباشر لهذه التطورات على إسرائيل، مشيرين إلى أن الحوثيين – الخصم الرئيسي من المنظور الإسرائيلي – لن يتأثروا جوهريًا بصعود المجلس الانتقالي أو بتغير خرائط السيطرة في الجنوب

.

 

وترى تحليلات أخرى أن إنشاء كيان جنوبي مستقل، أو توسيع نفوذ القوى المناهضة للحوثيين في الجنوب، لن يضعف الجماعة عسكريًا، نظرًا لتحصّنها الجغرافي في الشمال، وقدرتها على التكيّف مع تغير الخصوم المحليين

.

 

السعودية تعيد حساباتها

 

تلفت تقارير إسرائيلية متعددة إلى مؤشرات متزايدة على أن السعودية تستعد لمرحلة جديدة من التصعيد المحتمل مع الحوثيين، بعد فترة من التهدئة الحذرة.

 

 وتشير هذه التقارير إلى مناورات عسكرية كبرى أجراها الجيش السعودي على الأراضي الأمريكية، شملت تدريبات تحاكي استئناف القتال على الحدود الجنوبية، بدعم وتخطيط أمريكيين

.

 

وفي السياق ذاته، تحدثت مواقع عبرية عن تحركات سعودية لإعادة تأكيد حضورها البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مع استعدادات لنشر قوات بحرية، وتنفيذ عمليات تفتيش للسفن المتجهة إلى ميناء الحديدة، استنادًا إلى غطاء قانوني وفّرته قرارات حديثة لمجلس الأمن الدولي

.

 

وتربط التحليلات الإسرائيلية هذه التحركات بتقديرات تفيد بأن الحوثيين قد يستأنفون هجماتهم على السعودية، مدفوعين بأزمة اقتصادية خانقة تفاقمت بفعل الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مصادر دخلهم، وتوقف دفع رواتب مقاتليهم

.

 

الحوثيون في الحسابات الإسرائيلية

 

تُجمع معظم التحليلات الإسرائيلية على أن توقف الحوثيين عن استهداف إسرائيل والسفن في البحر الأحمر لا يعكس تخليًا عن هذا الخيار، بل قرارًا تكتيكيًا مؤقتًا فرضته كلفة الضربات الإسرائيلية، وتشديد العقوبات، والتداعيات الاقتصادية الداخلية

.

 

ويرى محللون في يديعوت أحرونوت وتايمز أوف إسرائيل أن الجماعة أظهرت قدرًا من البراغماتية، وأنها خضعت لمنطق “الردع بالعقاب”، لكنها لا تزال تحتفظ بقدرات صاروخية وبحرية، وتعمل بهدوء على إعادة بناء قوتها استعدادًا لجولة لاحقة

.

 

وتذهب بعض التقديرات إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن الحوثيين باتوا يُنظر إليهم في إسرائيل كتهديد استراتيجي محتمل، خصوصًا في ظل تقارير عن تدريبات على هجمات برية، وتعزيز التحصينات، وبناء بنية تحتية عسكرية تحت الأرض، وتكثيف التعاون مع الحرس الثوري الإيراني

.

 

إيران تعيد تركيزها

 

وفقًا لموقع تايمز أوف إسرائيل، فإن ضعف وكلاء إيران في غزة ولبنان وسوريا دفع طهران إلى إعادة تركيز دعمها على الحوثيين، بوصفهم الورقة الأكثر فاعلية حاليًا في تهديد إسرائيل والملاحة الدولية

.

 

وتستشهد التقارير الإسرائيلية بضبط شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين، وعودة قيادات بارزة من فيلق القدس إلى اليمن، إلى جانب تزايد حضور خبراء أجانب وشركات خاصة في دعم القدرات التقنية والعسكرية للجماعة

.

 

هذا التحول، بحسب الرؤية الإسرائيلية، يفرض تحركًا استباقيًا لمنع تكرار نموذج حزب الله في اليمن، سواء عبر الضربات الدقيقة، أو العمل الاستخباراتي، أو بناء تحالفات إقليمية جديدة

.

أرض الصومال والمجلس الانتقالي

 

في هذا الإطار، تبرز “أرض الصومال” كأحد الخيارات الاستراتيجية التي تناقشها مراكز الأبحاث الإسرائيلية. فقد دعا معهد دراسات الأمن القومي

(INSS)

إلى استثمار موقع صوماليلاند الحيوي قرب خليج عدن وباب المندب، ودمجها في اتفاقيات إبراهام، بما يتيح لإسرائيل إنشاء قواعد مراقبة أو دعم لوجستي قريب من مسرح العمليات اليمني

.

 

كما أوصت تحليلات إسرائيلية بتعزيز التعاون مع المجلس الانتقالي الجنوبي، واستغلال الشراكة مع الإمارات للوصول إلى مواقع استراتيجية، مثل جزيرة زُقر، لتنفيذ مهام استطلاع وضربات محتملة ضد الحوثيين

.

 

هدوء هش ومشهد مفتوح على التصعيد

 

تخلص القراءة الإسرائيلية العامة إلى أن الهدوء الحالي في الساحة اليمنية “خادع”، وأن الحوثيين يترقبون لحظة إقليمية مناسبة – تصعيد في غزة، أو لبنان، أو مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران – للعودة إلى المواجهة

.

 

وفي المقابل، لا تبدو السعودية ولا إسرائيل في وارد ترك الساحة دون استعداد، في ظل تزايد المخاوف من أن يتحول اليمن إلى جبهة بحرية وعسكرية دائمة في الصراع الإقليمي

.

 

وبين تحضيرات الحرب، وحسابات الردع، ومحاولات إعادة رسم خرائط النفوذ، يبقى اليمن – وفق المنظور الإسرائيلي – ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات، وجزءًا متقدمًا من معادلة أمنية إقليمية لم تستقر بعد

.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هل رضخ المجلس الانتقالي للضغوط السعودية وقرر سحب قواته من المهرة ووادي حضرموت إلى أبين بذريعة عملية «الحسم» ضد الإرهاب؟

صحيفة ١٧ يوليو | 718 قراءة 

البيض يعلق على لحظة دخوله القصر الرئاسي في عدن

المشهد العربي | 654 قراءة 

الإعلان عن اطلاق عملية جديدة في هذه المحافظة اليمنية !

يمن فويس | 595 قراءة 

عاجل: تعزيزات عسكرية تصل حضرموت

كريتر سكاي | 568 قراءة 

تصريحات هامة من كتيبة حماية منفذ الوديعة بعد دخول القوات السعودية

نيوز لاين | 492 قراءة 

بالفيديو.. الإعلام السعودي عبر قناته يكشف أهداف زيارة الفريق العسكري المشترك (ااسعودي&الإماتي) إلى عدن

موقع الأول | 455 قراءة 

الكشف عن تفاصيل اللقاء الساخن في معاشق مع الوفد السعودي الإماراتي

يمن فويس | 442 قراءة 

ماحقيقة موافقة الانتقالي على الانسحاب من حضرموت والمهرة؟

بوابتي | 429 قراءة 

هل أوقفت الرياض سفيرها لدى اليمن "محمد آل جابر"؟

عدن حرة | 372 قراءة 

اللواء الزُبيدي يستقبل قيادة القوات المشتركة لقوات تحالف دعم الشرعية ومصدر رئاسي يكشف عن سبب زيارة الفريق الى عدن

المشهد الدولي | 356 قراءة