مشاهدات
واصل إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي حملته الهجومية ضد رئيس الوفد السعودي اللواء محمد القحطاني، الذي يزور حضرموت ضمن جهود المملكة لتهدئة الأوضاع شرقي اليمن، في وقتٍ تحاول فيه الرياض احتواء تداعيات اجتياح قوات الانتقالي لمحافظتي حضرموت والمهرة.
وبينما تسعى السعودية لإعادة تثبيت موازين القوى وإنهاء التوتر، يظهر إعلام الانتقالي منشغلاً بتقويض مهمة الوفد وإظهارها كأنها بلا قيمة.
فقد كتب الصحفي التابع للمجلس الانتقالي صلاح بن لغبر منشورًا يقلّل فيه من جهود رئيس اللجنة الخاصة، اللواء القحطاني، في محاولة مكشوفة لإثارة الإيحاء بوجود تناقضات داخل المؤسسات السعودية نفسها.
وذهب بن لغبر إلى حد الادعاء بأن “الأنسب” لقيادة جهود الوساطة هو السفير السعودي محمد آل جابر، وكأنه يمنح نفسه حق تقييم مستوى التمثيل السعودي، أو كأن المجلس الانتقالي بات مخوّلًا لاختيار من يمثل الرياض.
وأضاف بن لغبر – وهو أحد المشاركين في مشاورات الرياض سابقًا – مدافعًا عن طرحه بالقول إن آل جابر “دبلوماسي محترف، يفهم تفاصيل الملف اليمني بكل تعقيداته، ويحافظ على علاقات طيبة مع مختلف الأطراف”، في تلميح صريح إلى أن مهمة القحطاني غير قادرة على تحقيق نتائج، في سلوك لا يخلو من ابتزاز سياسي مكشوف.
ولم يكتفِ بن لغبر بذلك، بل هاجم اللجنة الخاصة السعودية بشكل مباشر، واصفًا إياها بأنها “جهاز استخباراتي بالدرجة الأولى”، معتبرًا أن تاريخها في معالجة النزاعات داخل اليمن “لم يكن موفقًا” وأن رصيد نجاحها “شبه معدوم”. هذا الخطاب لا يعكس سوى محاولة متأخرة لشيطنة الدور السعودي عقب تحركات الانتقالي العسكرية شرقًا.
وفي المقابل، وصل الوفد السعودي برئاسة اللواء محمد بن عبيد القحطاني أمس إلى مديريات الوادي والصحراء، وعقد لقاءً موسعًا مع مشايخ وأعيان ومديري عموم مديريات الوادي والصحراء، في خطوة تعكس إصرار المملكة على استعادة الاستقرار.
وخلال اللقاء، أكد القحطاني على موقف بلاده الثابت في فرض التهدئة ووقف الصراع، ودعم الأمن والاستقرار، ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو جرّ حضرموت إلى دوامة صراعات جديدة.
وشدد على ضرورة خروج القوات التابعة للمجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، وتسليم المواقع والمعسكرات لقوات درع الوطن، في رسالة مباشرة إلى قيادة المجلس الانفصالي بأن تجاوز الخطوط السعودية غير مقبول.
كما أعاد اللواء القحطاني التذكير بأن حضرموت يجب أن تُدار عبر مؤسسات الدولة الرسمية وبكفاءات أبنائها، لا عبر المليشيات أو مراكز النفوذ المفروضة بالقوة.
وفي سياق حديثه أوضح أن المملكة ترتبط بعلاقات أخوية تاريخية مع الجنوب اليمني، وأن القضية الجنوبية “قضية عادلة” مذكورة في مخرجات الحوار الوطني، لكنها جزء من عملية سياسية شاملة، في تأكيد ضمني على أن الرياض لن تسمح بتحويل حضرموت والمهرة إلى ساحة صراع جديدة أو إلى منطقة نفوذ مفصلية بيد المجلس الانتقالي.
*يمن شباب نت
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news