في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتهدئة التصعيد في جنوب اليمن، أفادت مصادر محلية مساء اليوم،بأن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بدأت في تنفيذ انسحاب من شركة بترومسيلة النفطية ومواقع أخرى استراتيجية في هضبة حضرموت.
وجرى الانسحاب، الذي شمل نقاطاً عسكرية ومواقع تمركزت فيها القوات التابعة للمجلس، تحت إشراف مباشر من الوفد السعودي الموجود في المحافظة.
ويأتي هذا التحرك كجزء من ترتيبات أمنية وسياسية أعلنت عنها الرياض في الأيام الماضية، بهدف تخفيف حدة التوتر المتصاعد بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وتعزيز الاستقرار في واحدة من أهم المحافظات اليمنية الغنية بالثروات.
أهمية المنشآت وتداعيات الانسحاب
تُعد شركة "بترومسيلة" للنفط، التي تديرها شركة حكومية صينية بالتعاون مع وزارة النفط اليمنية، أحد أهم أصول قطاع الطاقة في البلاد، وتشكل مصدراً حيوياً للإيرادات.
وقد شكلت سيطرة قوات المجلس الانتقالي على هذه المنشأة ومحيطها في الفترة الماضية مصدر قلق كبير، حيث باتت ميداناً للاحتكاك العسكري المحتمل مع القوات الحكومية.
سياق عام للتوتر
يأتي هذا التطور بعد فترة من التصعيد السياسي والعسكري بين المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن، والحكومة اليمنية.
ورغم أن الطرفين ينتميان إلى تحالف "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية وتدعمه الإمارات لمواجهة مليشيات الحوثيين، إلا أن خلافاتهما حول السلطة والثروات في المناطق المحررة أدت إلى اشتباكات عنيفة في السابق.
ومن المتوقع أن يساهم الانسحاب في فتح الباب أمام مزيد من المشاورات بين الأطراف المعنية، بهدف الوصول إلى حلول دائمة للخلافات العالقة، وتمكين الحكومة من ممارسة مهامها في المحافظة، وضمان استمرار عمل المنشآت الاقتصادية الحيوية دون عوائق. ومع ذلك، لا تزال التحديات كبيرة في ظل التعقيدات التي يشهدها المشهد اليمني بشكل عام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news