قال عضو مجلس القيادة الرئاسي ـ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزُبيدي"، الثلاثاء 9 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة عمل مكثّف، لبناء مؤسسات دولة الجنوب العربي القادمة، وذلك عقب استكمال سيطرة قوات الانتقالي على مناطق واسعة من محافظات الجنوب.
وذكر "الزُبيدي" خلال لقائه مع أعضاء رئاسة المجلس ورؤساء هيئات الأمانة العامة، ورؤساء لجان الجمعية الوطنية، ومستشاري المجلس الانتقالي، أن الجنوب يقف اليوم أمام مرحلة مصيرية ووجودية فرضتها معادلات الواقع السياسي والعسكري.
وأشار إلى أن دولة الجنوب العربي القادمة ستكون دولة عادلة وحاضنة لجميع أبناء الجنوب، قائمة على مبدأ الشراكة الوطنية، وتعمل على تعزيز الأمن والاستقرار، والتعايش الإيجابي مع دول الجوار، بما يجعلها جزءًا فاعلًا في المنظومة الإقليمية.
وأشاد رئيس المجلس الانتقالي بما وصفه بـ"الدعم الكبير" الذي قدمه التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وجهودهم السياسية والعسكرية التي أسهمت في تثبيت الأمن والاستقرار، وتأكيدهم الدائم على احترام إرادة شعوب المنطقة.
وعبّر "الزُبيدي" عن تطلعه إلى مزيد من التعاون والتنسيق بما يعزز فرص السلام والاستقرار، ويدعم الجهود المبذولة لبناء دولة الجنوب العربي القادمة على أسس راسخة وقوية.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى للانفصال، قد أعلن سيطرته على مناطق واسعة بجنوب البلاد، بما في ذلك مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد التي كانت مقرًا للحكومة المعترف بها دوليًا منذ 10 سنوات، وذلك عقب اجتياح قواته لمحافظة حضرموت وتسلّمه محافظة المهرة.
وفي ظل هذه التطورات، اتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي" المجلسَ الانتقاليَّ الجنوبي، الذي يقوده عيدروس الزُبيدي، بتقويض سلطة الحكومة الشرعية ومستقبل العملية السياسية في اليمن، بخرق مرجعيات المرحلة الانتقالية.
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خلال لقائه بسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن أمس الاثنين، أن الخطوات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تُشكّل خرقًا واضحًا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتهديدًا صريحًا لوحدة القرارين الأمني والعسكري.
ودعا "العليمي" المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحّد برفض منازعة الحكومة لسلطاتها الحصرية، وممارسة ضغط علني لعودة القوات الوافدة من خارج محافظتَي حضرموت والمهرة، ودعم جهود الدولة للقيام بواجباتها الدستورية، وتعزيز جهود التهدئة، ومنع تكرار التصعيد.
كما جدّد “العليمي” التأكيد على أن موقف مجلس القيادة الرئاسي واضح في تجاربه السابقة بعدم توفير الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية خارج الإطار المؤسسي للدولة، متى ما توفرت الإرادة الوطنية والإقليمية والدولية الصادقة.
وقال: إن الشعب اليمني وحكومته قادران على ردع أي تهديد، وحماية المركز القانوني للدولة، محذرًا من أن سقوط منطق الدولة في اليمن لن يترك استقرارًا يمكن الاستثمار فيه، لا في الجنوب ولا في الشمال، مجددًا دعوته إلى تحمّل المسؤولية الجماعية لمنع انزلاق البلاد إلى مزيد من التفكك والفوضى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news