أخبار وتقارير
تقرير (الأول) عن الغارديان:
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن جنوب اليمن دخل مرحلة غير مسبوقة من التغيّر السياسي والعسكري، وذلك بعد أن أحكمت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها الكاملة على المحافظات الجنوبية الثماني. واعتبرت الصحيفة هذه الخطوة قد تمهّد لإعلان الاستقلال وإعادة اليمن إلى واقع الدولتين لأول مرة منذ ستينيات القرن الماضي.
توسع عسكري وانسحاب سعودي مفصلي
أشار تقرير الصحيفة إلى أن التوسع الأخير للمجلس الانتقالي هو الأسرع والأكبر منذ تأسيسه، حيث تدفق ما يصل إلى عشرة آلاف جندي من قوات المجلس خلال الأسبوع الماضي إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط، ثم إلى محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عُمان.
كما ألقت الصحيفة الضوء على تطورات إقليمية هامة:
*
الانسحاب السعودي:
ترى الغارديان أن التطور الأخطر تمثل في انسحاب القوات السعودية من القصر الرئاسي ومطار عدن. واعتبرت الصحيفة ذلك إشارة واضحة إلى تراجع نفوذ الرياض في جنوب اليمن، بعدما كانت اللاعب الإقليمي الأول منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن هذا الانسحاب يعكس انهيار التحالفات القديمة داخل الحكومة المعترف بها دوليًا ويمنح الانتقالي اليد العليا.
*
الموقف العماني
: اضطرت عُمان إلى التراجع عن إغلاق حدودها بعدما طالبت في البداية بإنزال علم الجنوب، مما يؤكد الضغوط الإقليمية المفروضة على الدول المجاورة.
سيطرة اقتصادية ومخاطر دولية
أكدت الصحيفة أن المجلس الانتقالي يواصل تثبيت نفوذه رغم دعوات الرئيس رشاد العليمي لقواته بالعودة إلى الثكنات. وقد سيطرت قوات عيدروس الزُبيدي مؤخراً على شركة بترو مسيلة، التي تُعد أكبر شركة نفطية في البلاد، ما يضع المجلس في موقع قوي لتحديد المسار السياسي المقبل.
في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن إعلان دولة جنوبية مستقلة فوراً قد يكون خطوة محفوفة بالمخاطر، مستشهدة بتجارب دول فقدت الدعم الدولي بعد إعلان الانفصال. ورجحت أن يلجأ المجلس الانتقالي إلى خيار الاستفتاء الشعبي في مرحلة لاحقة.
نقطة تحول تاريخية وقلق إقليمي
نقلت الصحيفة عن الباحثة ميساء شجاع الدين قولها إن "ما يحدث اليوم هو أكبر نقطة تحوّل يشهده اليمن منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين عام 2015". ورأت أن المشهد قد يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية ويفتح الباب أمام توتر جديد بين السعودية والإمارات.
وأكدت الصحيفة أن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين من الأمم المتحدة أجروا اتصالات مكثفة مع قيادة المجلس الانتقالي للاستفسار عن نواياه وعلاقاته الدولية، بما في ذلك روسيا، وسط مخاوف من انعكاسات الوضع على الحرب ضد الحوثيين.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن وفدًا سعوديًا ما يزال في حضرموت تحت ضغط كبير لمحاولة احتواء الموقف، مؤكدة أن مستقبل اليمن يقف اليوم أمام لحظة تاريخية قد تعيد رسم حدوده السياسية وتوازناته الإقليمية لعقود مقبلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news