في تطور لافت يُعد ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أودت غارة جوية استهدفت مساء أمس الاثنين، بحياة اثنين من أبرز قيادييه، في منطقة وادي عبيدة التابعة لمحافظة مأرب شرقي اليمن، وهي منطقة تُعد معقلاً تاريخياً للتنظيم.
وفقًا لمصادر أمنية ومحلية، استهدفت الغارة الجوية، التي يُعتقد أنها أمريكية بطائرة بدون طيار (مُسَيّرة)، موقعًا كان يستخدمه عناصر من التنظيم بالقرب من مزرعة تابعة للقيادي البارز "رائد بن معيلي". وأسفرت الغارة عن مقتل شخصين على الفور، تبين فيما بعد أنهما من القيادات الكبرى في التنظيم.
الضحية الأولى هو "أبو عبيدة الحضرمي"، والذي كان يشغل منصب المسؤول الشرعي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو منصب ذو أهمية قصوى، حيث كان مسؤولاً عن إصدار الفتاوى التي تبرر عمليات التنظيم، وتجنيد الأفراد، وشرح أيديولوجيته المتطرفة. يُعتبر مقتله ضربة مباشرة للجناح الفكري والدعائي للتنظيم.
أما الضحية الثانية، فهو "أنيس الحاصلي"، وهو قيادي بارز ضمن ما يُعرف بـ"الجهاز الأمني" للتنظيم، وهو الذراع المسؤول عن المهمات الأمنية الداخلية والخارجية، بما في ذلك جمع المعلومات، وحماية القيادات، وتنفيذ العمليات النوعية، ومراقبة الانشقاقات.
دقة المعلومات الاستخباراتية وأهمية الموقع
إن استهداف الغارة لموقع بالقرب من مزرعة "رائد بن معيلي" نفسه، وهو قيادي بارز ومطلوب للتحالف، يدل على دقة المعلومات الاستخباراتية التي رافقت العملية.
ويُعد وادي عبيدة، بترابه الوعر وطبيعته الجبلية، ملجأً آمناً ومسرحًا لأنشطة تنظيم القاعدة منذ سنوات، خاصة مع تردي الأوضاع الأمنية في محافظة مأرب التي تشهد معارك ضارية بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف والمتمردين الحوثيين.
تأتي هذه الغارة في سياق الحملة المستمرة التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يُعد من أخطر فروع التنظيم في العالم.
وتعتمد هذه الحملة بشكل كبير على الغارات الجوية، وخاصة بطائرات الدرون، لاستهداف القيادات والخلايا النشطة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بريًا.
ويُتوقع أن يشكل مقتل "أبي عبيدة الحضرمي" و"أنيس الحاصلي" فراغًا قياديًا وأمنيًا في صفوف التنظيم، وقد يؤثر بشكل مباشر على قدراته التخطيطية والعملياتية في المرحلة المقبلة، على الأقل في المنطقة الشرقية من اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news