قال المحلل السياسي عادل المسني، في مداخلة على قناة المهرية الفضائية، إن التصعيد الأخير لرشاد العليمي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وإجراءاته الأحادية في شرق اليمن مرتبط بتغيرات جوهرية في المشهد الإقليمي، وانتهاء مرحلة تبادل الأدوار بين السعودية والإمارات.
وأوضح المسني أن المرحلة السابقة كانت تتسم بعلاقة متينة بين الدولتين، قوامها تقاسم النفوذ في اليمن، في ظل وجود الحوثيين كقوة على الأرض، واستمرار التهديد الإيراني في المنطقة، الأمر الذي فرض تحالفاً وثيقاً بين الرياض وأبوظبي.
وأضاف أن هذه المعطيات لم تعد قائمة اليوم، بعد انحسار المعارك في اليمن وتراجع الدور الإيراني إقليمياً، مقابل بروز نفوذ سعودي جديد، تُوج بزيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة، وهو ما أثار—بحسب المسني—انزعاج الإمارات والكيان الإسرائيلي، وولد توتراً في العلاقات الإقليمية انعكس على الملف اليمني.
وأشار المسني إلى أن الإمارات باتت تتمرد على التفاهمات داخل التحالف، خشية اتساع الدور السعودي في المنطقة، فسعت إلى فرض أمر واقع جديد في كل من السودان واليمن بهدف إرباك الرياض واستنزافها، وإعادة توتر الإقليم إلى مراحل سابقة، بعد أن كانت المواجهة محصورة مع إيران لتتقدم اليوم أبوظبي وتل أبيب في هذا المشهد.
وأضاف أن الإمارات تحركت عملياً على الأرض عبر بناء وتدريب ميليشيات وشراء الولاءات، بينما كانت السعودية تراهن على حجمها ونفوذها التقليدي في اليمن، ما وضعها حالياً في موقع حرج، خصوصاً بعد أن باغتتها التحركات الإماراتية.
وحول موقف رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، قال المسني إن العليمي يعيش بدوره مأزقاً سياسياً بعد مغادرته عدن ولجوئه للتحرك عبر الاجتماعات مع السفراء والدعوة إلى موقف دولي مساند.
واعتبر أن هذا التحرك ضروري، خصوصاً في ظل الحاجة إلى حشد المجتمع الدولي لمنع الإمارات والمجلس الانتقالي من فرض تطبيع جديد للأوضاع أو الدفع نحو الانفصال.
وأكد المسني أن العليمي لا يزال مرتبطاً بالموقف السعودي ويحظى بدعم الرياض بصفته رئيس المجلس الرئاسي، وباعتباره يمثل التفاهمات السابقة بين الدولتين بشأن تقاسم النفوذ. ويرى أن دوره اليوم يتمثل في حشد المواقف الدولية الرافضة لما وصفها بـ"الخطوة الانقلابية" في الجنوب، في لحظة سياسية حساسة تعيشها المملكة قبل اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news