صالح النود
عندما نتحدث عن استعادة مقعد الحنوب في الامم المتحدة، يبدو ان التجربة السورية هي السابقة الأقرب لحالة الحنوب .
ولفهم جوانب التشابه والاختلاف علينا ان نطرح الاسئلة التالية:
أولاً: هل فقدت سوريا عضويتها عند الوحدة مع مصر؟
عندما اتحدت سوريا ومصر عام 1958 لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة:
• اعتبرت الأمم المتحدة أن الجمهورية العربية المتحدة هي استمرار قانوني لعضوية مصر فقط.
• أما عضوية سوريا فقد توقفت فعليًا لأنها دخلت في كيان اتحادي جديد ولم تعد موجودة كدولة مستقلة.
لهذا اختفى مقعد سوريا المستقل في الأمم المتحدة خلال فترة الوحدة (1958–1961).
ثانياً: ماذا حدث بعد انفصال سوريا عام 1961؟
في عام 1961، أنهت سوريا الوحدة مع مصر وعادت كدولة مستقلة.
ولأن سوريا كانت دولة عضوًا سابقاً (قبل 1958)، فقد اتُّفق على أنها ليست دولة جديدة تحتاج إلى تقديم طلب عضوية جديد كان عليها إعادة مقعدها فقط—وليس إعادة العضوية من الصفر.
لذلك:
- لم تقدّم سوريا طلب عضوية جديدة.
- اعتُبر انفصالها عودة لوجودها القانوني السابق كدولة مؤسسة في الأمم المتحدة عام 1945.
- كل ما فعلته هو الطلب من الأمم المتحدة بأنها استعادت استقلالها وتسمية ممثلها الرسمي.
وبناءً على ذلك، أعادَت الأمم المتحدة مقعد سوريا مباشرة دون المرور بإجراءات القبول الرسمية (التي تتطلب مجلس الأمن والجمعية العامة).
ثالثاً: لماذا لم تُعامل سوريا كدولة جديدة بعد 1961؟
لأن مبدأ استمرارية الدولة (State Continuity) في القانون الدولي يسمح للدولة التي تندمج مؤقتًا في اتحاد، ثم تنفصل، بأن:
• تستعيد شخصيتها القانونية السابقة
• وتستعيد عضويتها في المنظمات الدولية
ما دامت الدولة لم تُلغَ قانونيًا بل دخلت في اتحاد طوعي ثم انسحبت منه.
وهذا ما حدث مع سوريا تمامًا.
في حالة الجنوب هناك جوانب فيها تشابه للحالة السورية وجوانب فيها اختلاف وتحتاج جهد للتعامل معها ولكن مقدور عليها مع وجود رضى، او افضل من ذلك، دعم سياسي دولي.
#صالح_النود
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news