قال الكاتب السعودي، في مواقع التواصل الاجتماعي، علي العريشي إن المجلس الانتقالي الجنوبي يكرر تمرده على الشرعية اليمنية وقيادة التحالف العربي، مؤكداً أن شواهد هذا التمرد كثيرة وتثبت أن المجلس غير ناضج سياسياً وغير مؤهل للإدارة أو قادر على صناعة التفاهمات.
انتقادات لسياسات المجلس الانتقالي
العريشي أوضح أن الأحداث منذ تأسيس المجلس في عام 2017 أظهرت أن من يرسم توجهاته وسياساته يضعه في إطار ميليشيا مسلحة تعرض نفسها للاستخدام الإقليمي والدولي مقابل المال والوعود، وليس كمكون سياسي يمتلك خطة واضحة أو برنامج عمل محدد. وأضاف أن هذا الوضع يجعل المجلس يبدو متخبطاً بلا رؤية حقيقية.
خلفية الأحداث الأخيرة
وجاء منشور الكاتب السعودي عقب رفض المجلس الانتقالي قرارات رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقيادة التحالف العربي، المتعلقة بسحب قواته القادمة من خارج المحافظات الشرقية وإعادتها إلى ثكناتها.
وفي نهاية نوفمبر الماضي، دفع المجلس الانتقالي بألوية عسكرية من الضالع وأبين وعدن وشبوة إلى محافظتي حضرموت والمهرة، حيث بسط سيطرته على مناطق واسعة دون مقاومة من ألوية الجيش، خصوصاً في المنطقة العسكرية الأولى التي كانت تتخذ من مدينة سيئون مقراً لها وتنتشر في وادي وصحراء حضرموت.
انسحاب الجيش ودخول الانتقالي
مصادر عسكرية أفادت أن قوات الانتقالي لم تتقدم في مواقع المنطقة العسكرية الأولى إلا بعد انسحاب منتسبي الجيش، نتيجة عدم تجاوب قيادة وزارة الدفاع مع اتصالاتهم، وهو ما اعتبرته المصادر ضوءاً أخضر لقوات الانتقالي التي دخلت سيئون ومدن وادي حضرموت دون مقاومة تُذكر.
انتهاكات موثقة
وبحسب المصادر، ارتكبت قوات الانتقالي انتهاكات جسيمة بحق منتسبي المنطقة العسكرية الأولى والمواطنين المنحدرين من المحافظات الشمالية وعائلاتهم، شملت اقتحام منازل ومحال تجارية ونهب ممتلكات عامة وخاصة، إضافة إلى قتل أسرى واعتقال وإخفاء مئات الضباط والجنود.
هجوم غادر على قوات حماية حضرموت
وصباح الخميس الماضي، نفذ اللواء السادس التابع للمجلس الانتقالي، والذي ينحدر منتسبوه من محافظة الضالع، هجوماً على قوات حماية حضرموت التابعة لحلف قبائل حضرموت. وجاء ذلك بعد اتفاق رعته المملكة العربية السعودية بين السلطة المحلية والحلف والمجلس الانتقالي، يقضي بانسحاب قوات الحلف من مواقع الشركات النفطية في المسيلة مقابل خروج قوات الانتقالي القادمة من خارج حضرموت.
لكن المجلس نقض الاتفاق وهاجم بشكل غادر قوات الحلف أثناء انسحابها، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من أبناء قبائل حضرموت، إضافة إلى أسر وإهانة وتعذيب العشرات من مسلحي القبائل.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، جدد الرئيس الدكتور رشاد العليمي رفضه لأي خطوات أحادية من شأنها المساس بالمركز القانوني للدولة أو الإضرار بالمصلحة العامة، مؤكداً أن أي واقع موازٍ خارج إطار المرجعيات الوطنية، وعلى رأسها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض، غير مقبول.
توجيهات لإعادة القوات إلى مواقعها
وشدد الرئيس العليمي على ضرورة عودة القوات المستقدمة من خارج المحافظات الشرقية إلى ثكناتها، وفق توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وتمكين السلطات المحلية من أداء مهامها الأمنية وفقًا للقانون.
جاء ذلك خلال نقاشه اليوم الأحد، ، مع سفيرتي الجمهورية الفرنسية كاترين قرم كمون، والمملكة المتحدة عبدة شريف، والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة جوناثان بيتشيا، مستجدات الأوضاع المحلية، وفي مقدمتها التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية، بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي على حضرموت والمهرة.
خلال اللقاء، عبّر الرئيس العليمي عن تقديره لمواقف الدول الثلاث الداعمة للشعب اليمني وقيادته الشرعية، مشيدًا باستمرار دعمها لمجلس القيادة والحكومة، ومسار الإصلاحات الاقتصادية، والمركز القانوني للدولة.
جهود احتواء التصعيد
وضع رئيس المجلس السفراء في صورة الجهود المبذولة لاحتواء التصعيد الأحادي في المحافظات الشرقية، مشيرًا إلى المساعي التي تقودها المملكة العربية السعودية للتوصل إلى اتفاق تهدئة في محافظة حضرموت. وأكد دعم الدولة الكامل لهذه الجهود بالتنسيق مع السلطة المحلية، والعمل على تهيئة الظروف لتطبيع الأوضاع وحماية المنشآت السيادية، بما يضمن استمرار الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأشار الرئيس العليمي إلى أن التحركات العسكرية الأحادية للمجلس الانتقالي، تمثل تحديًا لجهود التهدئة، وتهديدًا للمكاسب المحققة في الإصلاحات الاقتصادية، واستقرار العملة، وانتظام صرف المرتبات، وتحسين الخدمات، في وقت تعمل فيه الحكومة بدعم إقليمي ودولي على تعزيز الثقة مع المانحين والتخفيف من معاناة المواطنين.
انتهاكات حقوق الإنسان
اللقاء تطرق أيضًا إلى الانتهاكات التي رافقت التحركات الأحادية في مديريات الوادي والصحراء، حيث أكد الرئيس أن سلطات الدولة تعمل على توثيق هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين، باعتبارها من الأولويات التي لا يمكن التهاون بشأنها.
المعركة الوطنية
وأكد العليمي أن المعركة الأساسية لليمنيين تظل استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وردع التنظيمات الإرهابية المتحالفة معها، محذرًا من أن أي صراعات جانبية تصب في مصلحة هذه التهديدات العابرة للحدود.
إشادة بالتحالف والمكونات الوطنية
وأعرب الرئيس عن ثقته في قدرة المكونات الوطنية، وجهود الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، على مواجهة التحديات والحفاظ على تركيز المعركة الوطنية نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
تأكيدات السفراء على وحدة اليمن
من جانبهم، أكد سفراء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة التزامهم بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ووحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، مشددين على أهمية وحدة المجلس ووفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه المجتمعين الإقليمي والدولي لضمان استمرار الدعم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news