في تطور لافت يمثل ترجمة ميدانية للتوازنات الجديدة، بدأت قوات النخبة الحضرمية، المدعومة من التحالف العربي، قبل قليل تنفيذ انتشار أمني وعسكري واسع النطاق في مداخل ومخارج مدينة سيئون (عاصمة وادي حضرموت) وعدد من المدن والمناطق الاستراتيجية التابعة له.
وأفادت مصادر ميدانية موثوقة بأن هذا التحرك يأتي ضمن خطة أمنية متكاملة تهدف إلى ترسيخ السيطرة الكاملة على الوادي، وذلك على خلفية التطورات العسكرية الكبيرة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية.
وأوضحت المصادر أن الانتشار يشمل تأميم كافة المداخل الرئيسية والفرعية لمدن سيئون وتريم وشبام والقطن، مع إنشاء نقاط تفتيش دائمة في التقاطعات الحيوية والمناطق الحساسة، بالإضافة إلى دوريات مشاة ومدرعات تجوب الشوارع الرئيسية لفرض النظام الأمني.
ويأتي هذا التحرك في إطار ما وصفته مصادر عسكرية بـ "مرحلة إعادة التموضع"، والتي تهدف إلى عدة أمور رئيسية:
فرض السيطرة الفعلية:
تأمين المدن والطرق الرئيسية ومنع أي تحركات غير مرغوب فيها أو محاولات للتمرد.
تأمين المنشآت الحيوية:
حماية المقرات الحكومية والمؤسسات الخدمية والمنشآت النفطية والاقتصادية في الوادي.
منع التصعيد:
سد أي فرص قد تسمح بعودة قوات المنطقة العسكرية الأولى التي انسحبت من المنطقة.
لا يمكن فصل هذا الانتشار عن السياق الأوسع المتمثل في السيطرة الحاسمة التي حققتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، على كامل مناطق وادي حضرموت، بعد معارك محدودة أسفرت عن طرد القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمتمثلة في المنطقة العسكرية الأولى.
ويُعد وادي حضرموت، بسكانه وموقعه الجيواستراتيجي وثروته النفطية، ساحة صراع رئيسية ومحورية بين قوات الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية.
وبالتالي، فإن أي تغيير في موازين القوات فيه لا يؤثر على المحافظة فقط، بل يمتد ليشمل مسار الصراع في جنوب اليمن بأكمله، ويعكس تحولاً في الخريطة العسكرية والسياسية للمنطقة.
تتوقع المصادر العسكرية أن تستمر إعادة توزيع القوات وتعزيز تمركزها في النقاط والمواقع الاستراتيجية خلال الساعات القادمة، لا سيما في الممرات الجبلية والمناطق الصحراوية المحيطة بالوادي لمنع أي تسلل محتمل.
في الوقت الذي تسود فيه حالة من الترقب المشوب بالقلق بين السكان المحليين الذين يتطلعون إلى استقرار الأوضاع، تشير المعطيات الميدانية إلى أن قوات النخبة الحضرمية عازمة على ترسيخ الواقع الجديد الذي فرضته قوات الانتقالي الجنوبي، فيما تظل الأوضاع الأمنية في المنطقة قابلة للتطور خلال الفترة المقبلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news