أعلنت قوات "درع الوطن" اليمنية المدعومة سعوديا تسلم معسكرات ومواقع حيوية في وادي وصحراء محافظة حضرموت الاستراتيجية قرب الحدود مع السعودية، ومعسكرات ومواقع حكومية في محافظة المهرة شرقي البلاد قرب الحدود مع سلطنة عمان، بالتزامن مع تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وسيطرة قواته على مناطق ومعسكرات في حضرموت والمهره.
"
قوات درع الوطن
" هي قوات سلفية، بدأ تشكيلها مطلع عام 2022 بدعم سعودي، تم تأطيرها رسميا بمرسوم رئاسي أصدره رئيس المجلس الرئاسي أواخر شهر يناير 2023، نص على أن تكون هذه القوات "احتياطي القائد الأعلى للقوات المسلحة". وأن يحدد رئيس المجلس الرئاسي "القائد الأعلى" عدد هذه القوات ومهامها ومسرح عملياتها في أمر عملياتي يصدر عنه. وتعيين بشير سيف قائد غبير الصبيحي قائدا لها وبرتبة "العميد"، وهو شيخ سلفي منحدر من منطقة الصبيحة محافظة لحج.
ويتشكّل قوام القوات قتاليا في ثلاث فرق، وتحت كل فرقة عددا من الألوية والوحدات. وتضم 19 لواء قتالي، ووحدات فرعية أخرى. يضم كل لواء عدة كتائب. جميعها من صنوف البرية. إضافة إلى لواء شرطة عسكرية. وتشير التقديرات إلى أن كشوفات قوامها البشري يتألف من حوالى 45 ألف مقاتل. معظم من يخدمون فيها هم سلفيين من المحافظات الجنوبية، وتحديدا من لحج وعدن.
في محافظة المهرة، أعلنت قوات الدرع، الجمعة، أنها تسلّمت مهام تأمين مطار الغيضة الدولي وتسلّمت معسكر نشطون على سواحل البحر العربي، ومقار حكومية في محافظة المهرة، شرقي اليمن قرب الحدود مع سلطنة عمان.
وذكر المركز الاعلامي للقوات في بيان له إن القوات باشرت مهام تأمين مطار الغيضة الدولي بشكل كامل "تنفيذا لتوجيهات القيادة، وذلك ضمن خطة شاملة لتعزيز الحماية ورفع مستويات الانضباط في المنشآت الحيوية".
كما تسلّمت القوات معسكر نشطون "ضمن ترتيبات لتعزيز الأمن وحماية المدنيين وتمت العملية وفق ضوابط وإجراءات رسمية".
وأضاف المركز إن قوات الدرع تسلّمت عدة مباني ومقار حكومية في مدينة الغيضه، بينها: مبنى الاستخبارات العسكرية والسجن المركزي، وقوة البحث الجنائي، ومصلحة الجوازات.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا أعلن الخميس أن قواته تسلّمت مهام النقاط الأمنية والقصر الجمهوري بمدينة الغيضه وإنها استكملت الترتيبات في النقاط الامنية والمعسكرات بمحافظة المهرة.
ودفع الانتقالي خلال الأسبوع الماضي بقوات قتالية وأمنية إلى المهرة قادمة من عدن والضالع ولحج وأبين، يقودها اللواء فضل باعش، قائد قوات الأمن الخاصة التابعة للانتقالي، وقامت القوات برفع الاعلام التشطيرية في المدينة والمجمع الحكومي وفي مطار الغيضه والمنافذ البرية الحيوية مع سلطنة عمان (منفذ صرفيت ومنفذ شحن).
وتشهد
محافظة المهرة تنافسا محليا وإقليميا متناميا
، نظرا لموقعها الجيوسياسي الجاذب لتجاذبات القوى والأقطاب الخارجية والتداخلات المحلية سياسيا وعسكريا.
ومنذ مطلع العام الجاري
بدأت قوات من درع الوطن التمركز في المهرة
، بقيادة الشيخ السلفي عبدالله بن سديف الجدحي المهري، وهي تضم لواءين: اللواء الخامس واللواء السادس، التابعة للفرقة الثالثة.
الانتشار في حضرموت
في وادي وصحراء محافظة حضرموت، تسلّمت قوات درع الوطن مهام تأمين الخط الدولي الرابط بين مناطق العبر – الخشعة والعبر – الوديعة، وهو خط دولي مرتبط بمنفذ الوديعة البري الحيوي مع السعودية.
وأعلنت قوات الدرع أن الحركة في الخط الدولي من منفذ الوديعة إلى العبر تسير بشكل طبيعي ومنتظم، بعد أن كانت حركة المرور توقفت لفترة محدودة يوم أمس الأول.
وتسلّمت قوات الدرع يوم الخميس مقر ومعسكرات ومواقع اللواء 23 ميكا التابع لقيادة المنطقة العسكرية الأولى وكانت وحداته تنتشر في منطقة- الوديعة، ومسئولة عن مهام تأمين الخط الدولي الحيوي الذي يربط بين محافظات حضرموت وشبوة والجوف ومأرب.
بحسب مصادر "ديفانس لاين" فقد تسلّم لواءين تابعين للفرقة الثالثة درع الوطن المواقع والنقاط التي كانت تابعة للواء 23 في الغبر والوديعة. هذان اللواءين تضم مُقاتلين من أبناء المحافظات الشمالية خلافا لبقية الوية درع الوطني التي يخدم فيها مقاتلون سلفيون من أبناء المحافظات الجنوبية.
وسابقا كانت وحدات من الفرقة الثانية درع الوطن قد انتشرت في بعض المواقع بصحراء منطقة الوديعة بمديرية زمخ ومنوخ غربي حضرموت، وبعض المواقع في منطقة العبر الصحراوية.
وتتشكل الفرقة الثانية من 5 ألوية قتالية معظم منتسبيها عناصر سلفية من حضرموت وشبوة. يقودها الشيخ فهد سالم عيسى بامؤمن. برتبة عقيد. وهو أيضا قائد اللواء الخامس درع. وتتمركز قيادتها في منطقة الوديعة ومدينة سيئون وادي حضرموت.
قائد قوات درع الوطن بشير الصبيحي يتفقد تمركز القوات في صحراء حضرموت
ونشرت قيادة القوات صورا لقائدها العام العميد بشير المُضربي الصبيحي، خلال إشرافه الميداني على انتشار وتمركز القوات في مناطق وادي وصحراء حضرموت، ونقل المركز الإعلامي للقوات إن زيارة الصبيحي للمواقع التي تسلمتها القوات تهدف للاطلاع "على جاهزية الوحدات في مواقع تواجدها ووجه برفع مستوى الانضباط واليقظة لضمان حماية الطرق الدولية والمنشآت الحيوية".
وكانت وحدات من الدرع قد تسلّمت في أغسطس الماضي، بعض المهام الأمنية في منفذ الوديعة البري مع السعودية، تزامنا مع افتتاح منشئات ومشاريع تطويرية للمنفذ بتمويل سعودي.
وجاء الانتشار الأخير في منطقة العبر والوديعة برغبة سعودية كمحاولة لكبح تقدم قوات الانتقالي في المنطقة واقترابها من المنفذ البري الحيوي والحدود البرية الممتدة لأكثر من 800 كم.
ما هي أهمية منطقة العبر- الوديعة؟
تعد منطقة العبر- الوديعة الصحراوية غربي محافظة حضرموت، نقطة إلتقاء أربع محافظات: حضرموت والجوف ومأرب وشبوة، والطرق الرئيسية الرابطة بينها. وعندها تلتقي الخطوط الدولية التي تربط اليمن بالسعودية وعمان.
ففي مدينة العبر يقع مثلث التقاء الطريق الدولي الذي يتوزع لأربع اتجاهات: مأرب- العبر- الوديعة، العبر- سيئون فالمهره، العبر- عتق شبوة.
هذا المثلث تمر رحلات التهريب القادمة عبر الطريق الدولي الرابط بين سيئون والمهره عبر تريم ثمود وشحن فالغيضه، ومثله الخط الرئيسي الذي يمر عبر المكلا ومناطق الهضبة الحضرمية.
وفي هذه الجغرافيا الاستراتيجية يقع منفذ الوديعة البري مع السعودية، وهو منفذ حيوي، تضخمت أهميته خلال الحرب وتحول تحوّل مرفأ حيويا لعبور المسافرين والإمدادات العسكرية واللوجستية لقوات الجيش في مأرب وحضرموت ومحافظات أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news