اعترف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (فرع اليمن) رسميًا، اليوم الخميس، بمصرع أحد أبرز قيادييه وأكثرها نشاطًا، أبو الهيجاء الحديدي، في غارة جوية استهدفته الشهر الماضي في محافظة مأرب. وتأتي هذه الضربة، التي وُصفت بأنها من أكبر الخسائر التي يتعرض لها التنظيم، لتعمق أزمته وتكشف عن حجم الضغط الذي يواجهه، بعد أن فقد أكثر من 15 قياديًا بارزًا منذ مطلع عام 2025.
وكشفت مصادر مقربة من التنظيم عن هوية القيادي القتيل، وهو منير بجلي الأهدل، الملقب بـ "أبو الهيجاء الحديدي"، الذي ينحدر من محافظة الحديدة الساحلية. وقد برز اسم الحديدي كواحد من أخطر القادة الميدانيين وأكثرهم فعالية في صفوف التنظيم خلال السنوات الأخيرة، لاعبًا دورًا محوريًا في تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات التي أربكت الأجهزة الأمنية في عدة محافظات.
مطاردة استمرت 5 أعوام وانتهت بغارة دقيقة
وحسب مصادر مطلعة على تفاصيل العملية، فإن اغتيال الحديدي جاء نتيجة مطاردة استخباراتية دقيقة استمرت لخمسة أعوام كاملة من قبل طائرات الاستطلاع والهجوم الأمريكية بدون طيار (الدرونز). وفي التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي، تمكنت غارة جوية من استهدافه بينما كان يتنقل على دراجة نارية في منطقة "حصون آل جلال" التابعة لمديرية وادي عبيدة في محافظة مأرب، مما أدى إلى مصرعه فورًا، بالإضافة إلى مقتل مرافقه المباشر، أحمد العزاني.
خليفة لقيادي قُتل قبله بـ 10 أشهر
ويعد مقتل الحديدي استمرارًا لسلسلة الضربات النوعية التي تستهدف قيادات الصف الأول في التنظيم. فقد كان الحديدي قد عُين خليفة مؤقتًا للقيادي البارز محمد بن صالح المغي، المعروف بـ "أبو علي الديسي"، الذي لقي حتفه هو الآخر في غارة أمريكية استهدفته في يناير 2025، مما يؤكد استراتيجية استهداف القيادات المتعاقبة للتنظيم.
مسيرة حافلة بالعمليات والدعاية
خلال مسيرته التي امتدت لـ 18 عامًا داخل التنظيم، تدرج الحديدي في المناصب القيادية، حيث برز في عدة محافظات يمنية ساخنة، أبرزها البيضاء، إب، شبوة، أبين، ولحج. وشغل منصب "أمير التنظيم" في محافظة شبوة، ونُسب إليه تخطيط وتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية النوعية.
وبجانب نشاطه العسكري، كان للحديدي بصيغة واضحة على الجانب الفكري والدعائي، حيث ألّف عشرات الكتيبات والمنشورات التي شكلت مرجعية داخلية للتنظيم وساهمت في تجنيد وتأطير عناصره الجدد.
ويأتي الاعتراف الرسمي بمقتل الحديدي ليعكس مدى الخسارة الفادحة التي مني بها تنظيم القاعدة في اليمن، والذي يواجه حملة مكثفة لم تقتصر على الجانب الأمني والعسكري فحسب، بل طالت قياداته الفكرية والعسكرية على حد سواء، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل قدراته التنظيمية والعملياتية في ظل هذا التصعيد المستمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news