لم تكن حضرموت يوماً مجرد رقعة جغرافية في خارطة الجنوب، بل كانت وما زالت القلب النابض، والعمق الاستراتيجي، والرئة التي يتنفس منها المشروع الوطني الجنوبي، واليوم، ونحن نرى قواتنا المسلحة الجنوبية تسطر أروع ملاحم البطولة في هضاب ووديان حضرموت، فإننا لا نشهد مجرد نصر عسكري عابر، بل نشهد إعادة كتابة التاريخ وتصحيح مسار الجغرافيا الذي حاولت قوى الظلام والاحتلال تزويره لعقود.
هذه الملاحم البطولية هي تجسيد حي لرؤية الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، الذي راهن منذ البداية على صلابة المقاتل الجنوبي، وأكد مراراً أن "حضرموت هي عمق الجنوب وروحه"، وما حدث ويحدث في حضرموت هو زلزال عسكري وسياسي بكل المقاييس.
لقد أثبتت "النخبة الحضرمية" ومن خلفها القوات المسلحة الجنوبية، أن الأرض لا تقاتل إلا مع أصحابها، وأن مشاريع "التخادم" بين التنظيمات الإرهابية والقوى السياسية المتربصة بالجنوب قد تحطمت تحت أقدام جنودنا البواسل، وان الجنوب جسد واحد من المهرة إلى باب المندب، وحضرموت هي الروح لهذا الجسد.
انتهى زمن العربدة في وادي وصحراء حضرموت، و ولى الزمن الذي كانت فيه حضرموت حديقة خلفية لناهبي الثروات وتجار الدين؛ اليوم هي قلعة جنوبية لا يدخلها إلا من آمن بحق الجنوب في استعادة دولته.
إن تطهير حضرموت هو الخطوة الحاسمة نحو تأمين الأمن القومي الجنوبي، وقطع شريان الإمداد الذي كان يغذي قوى الإرهاب والفوضى في بقية المحافظات، و إنه نصر يؤسس لمرحلة "البناء والتمكين"، وينهي مرحلة "الاستنزاف"، ولقد قالت حضرموت كلمتها الفصل بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي نحن الجنوب، والنصر حليفنا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news