شهدت منصات التواصل الاجتماعي التابعة لقناة "الجمهورية"، المقربة من العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، تطوراً لافتاً مساء الأحد، حيث قامت بحذف مجموعة من المنشورات والمواد المصورة التي كانت قد بثتها على مدى الساعات الماضية، والتي أبدت دعماً صريحاً للتحشيد العسكري الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي في هضبة حضرموت.
يأتي هذا التراجع المفاجئ بعد موجة من الانتقادات الواسعة، ويطرح علامات استفهام حول توقيته ودلالاته في ظل المشهد السياسي والعسكري المعقد في المحافظة الغنية بالنفط.
وكانت القناة، التي يُنظر إليها على أنها لسان حال تيار معين داخل مجلس القيادة، قد أذاعت تغطية مكثفة للتحركات العسكرية، واصفةً القوات القادمة من عدن والضالع بـ"قوات النخبة الحضرمية"، فيما سعت لتقديمها كقوة أمنية شرعية مهمتها استتباب الأمن في مناطق النفط.
ولم تقتصر تغطية القناة على ذلك، بل تكرر وصف "قوات حماية حضرموت"، بقيادة عمرو بن حبريش وكيل محافظة حضرموت ورئيس حلف قبائلها، بـ"المليشيات" في نشراتها وتقاريرها، وهو مصطلح يحمل دلالات سلبية ويهدف إلى نزع الشرعية عن هذه القوات التي تعتبرها قبائل حضرموت امتداداً لها.
أثارت هذه التغطية حفيظة واسعة في الأوساط الحضرمية، التي اعتبرتها تحريضاً سافراً ومحاولة لتمرير أجندة المجلس الانتقالي على حساب أمن واستقرار المحافظة.
في مفاجأة غير متوقعة، وبعد ساعات من التصعيد الإعلامي، قامت إدارة قناة "الجمهورية" بسحب جزء من هذا المحتوى المتحيز من حساباتها الرسمية على "فيسبوك" وتويتر"X"، دون تقديم أي تبرير أو توضيح للجمهور.
يأتي هذا التراجع بعد ساعات من موجة انتقادات واسعة طالت القناة، اتهمت فيها بالانحياز السافر لصالح طرف على حساب آخر، مما يضعها في موقف محرج كونها تابعة لعضو في مجلس القيادة الرئاسي المفترض أنه يمثل كل اليمنيين ويجري فوقية المصالح الوطنية.
وتأتي هذه التطورات الإعلامية لتعكس التعقيد الشديد في المشهد اليمني، حيث تتقاطع المصالح المحلية والإقليمية، وتتحول التحالفات والخلافات بسرعة.
ويبقى الوضع في حضرموت، محافظة الثروة النفطية، بارومتراً حساساً لمدى استقرار العلاقة بين مكونات مجلس القيادة الرئاسي وقدرتها على تجاوز خلافاتها لصالح هدف أسمى وهو إنهاء الحرب وإعادة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news