أعلنت السلطات المحلية وحلف قبائل حضرموت (شرقي اليمن)، مساء اليوم الأربعاء 3 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، التوصل إلى اتفاق لخفض التوتر ووقف التصعيد في المحافظة، بعد اجتماع عُقد في مدينة المكلا برعاية وفد سعودي يترأسه رئيس اللجنة الخاصة محمد القحطاني، الذي وصل إلى مدينة المكلا اليوم.
ووفقاً لإعلام المحافظة، جرى توقيع محضر الاتفاق، مساء اليوم، بحضور لجنة وساطة واسعة ضمّت المقادمة والمشايخ والمناصب والشخصيات الاجتماعية الحضرمية، وتحت إشراف مباشر من الفريق السعودي التابع لـ"اللجنة الخاصة" الذي وصل إلى المكلا اليوم.
وبموجب محضر الإتفاق، مثّل السلطة المحلية المحافظ الأستاذ سالم أحمد الخنبشي، فيما مثّل الطرفَ الثاني الشيخ عمرو بن علي بن حبريش العليي، وكيل أول المحافظة ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع ورئيس حلف قبائل حضرموت.
وتضمّن الاتفاق مجموعة من البنود والالتزامات المتبادلة بين الطرفين، جاءت بهدف إنهاء التوتر وضمان عودة الاستقرار، في مقدمتها الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي من كلا الجانبين، على أن تستمر الهدنة حتى انتهاء لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق كامل.
ونصّ الاتفاق على انسحاب قوات الحلف (قوات حماية حضرموت) التابعة للشيخ عمرو بن حبريش إلى المحيط الخارجي للشركة بمسافة لا تقل عن كيلومتر واحد، مع ضمان عدم اعتراض حركة الدخول والخروج للمدنيين والعسكريين العاملين داخل الشركات، على أن يبدأ تنفيذ هذا الإجراء عند الساعة الثامنة من صباح يوم غدٍ الخميس الموافق 4 ديسمبر 2025م.
وبالتوازي، نصّ الاتفاق على إعادة تموضع قوات حماية الشركات إلى مواقعها السابقة لتأمين المنشآت النفطية، إضافة إلى عودة موظفي الشركة المسؤولة عن تشغيل وإنتاج النفط في "بترو مسيلة" إلى مزاولة أعمالهم بصورة طبيعية.
في المقابل، أكّد الاتفاق على انسحاب قوات النخبة المساندة إلى مسافة لا تقل عن ثلاثة كيلومترات من مواقعها الحالية وعودتها إلى مواقعها الأصلية عند التوصل إلى اتفاق كامل، على أن تبدأ هذه الخطوة أيضاً في الساعة الثامنة من صباح الخميس، في حين يمنع الطرفين من تعزيز أي جانب لقواتهما بعد تنفيذ الانسحابات وأثناء سير الحلول.
وبهدف تعزيز الثقة، اتفق الجانبان على عقد لقاء بين المحافظ سالم الخنبشي والشيخ عمرو بن حبريش في منطقة "العليب" عقب تنفيذ الانسحابات، وفي أسرع وقت ممكن. كما ألزم الاتفاق الطرفين باتخاذ موقف موحد في حال أي تدخل أو تقدم لقوات من خارج المحافظة نحو مواقع الشركات في المسيلة.
وتضمّن الاتفاق كذلك، ترتيبات تنظيمية جديدة، أبرزها انخراط أفراد وضباط قوات حماية حضرموت التابعة للحلف في قوات حماية الشركات النفطية وفق كشوفات رسمية، بحيث يعود المنتسبون للأمن أو الجيش إلى وحداتهم الأصلية.
كما نصّ على تولي العميد أحمد عمر المعاري قيادة القوة كاملة، وأن يكون أركانها من ضباط قوات حماية حضرموت/ قوات الحلف، مع بقاء هذه القوة ثابتة في مواقع حماية الشركات وعدم تعزيزها بأي قوة من خارج حضرموت.
وبحسب الاتفاق، يبقى الشيخ عمرو بن حبريش في موقعه بالكمب الخاص به مع حراسته ومرافقيه، مع التشديد على عدم وجود أي مظاهر مدنية مسلحة في الموقع، وتسهيل كل متطلباته واحتياجاته.
واختُتم محضر الاتفاق الذي لم يشير إلى مستقبل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي القادمة من خارج المحافظة، بالتأكيد على التزام الطرفين بتنفيذ ما عليهما من التزامات، على أن تتم جميع الخطوات بحضور لجنة الوساطة وممثلي الطرفين.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أفادت مصادر مطلعة لـ"بران برس"، بأن وفدًا أمنيًا وعسكريًا سعوديًا رفيع المستوى توجّه إلى محافظة حضرموت لتهدئة الأوضاع المتصاعدة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، وقوات حلف قبائل حضرموت من جهة أخرى.
وخلال لقاء الوفد السعودي الذي يترأسه رئيس اللجنة الخاصة التابعة لمجلس الوزراء السعودي والمعنية بشؤون اليمن اللواء محمد القحطاني بمحافظ حضرموت سالم الخنبشي وقيادات المحافظة السياسية والعسكرية والاجتماعية والقبلية، أكد الوفد رفضه الكامل لما حدث في المحافظة.
وطالب الوفد بخروج أي قوات عسكرية أو عناصر أمنية وصلت من خارج المحافظة، مؤكدًا أن زيارته إلى حضرموت جاءت بتوجيهات من قيادة المملكة للوقوف على أوضاع حضرموت، حرصًا من المملكة والتحالف العربي على منع انزلاق الأوضاع إلى أي مسار لا يخدم أمن حضرموت واستقرارها.
وجاءت زيارة الوفد عقب اجتياح قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لمدينة سيئون وفرض سيطرتها الكاملة على المدينة ومطارها الدولي في وادي حضرموت، عقب انسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة الشرعية.
وتشهد محافظة حضرموت (شرقي اليمن) منذ أسابيع حالة من الاحتقان المتزايد بين حلف قبائل حضرموت من جهة، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى، في ظل تحركات عسكرية ومحاولات توسيع النفوذ داخل مناطق حساسة، خصوصًا في الساحل والقطاعات النفطية.
وجاء ذلك خلال لقاء الوفد السعودي الذي يترأسه رئيس اللجنة الخاصة التابعة لمجلس الوزراء السعودي والمعنية بشؤون اليمن الدكتور اللواء محمد القحطاني بمحافظ حضرموت سالم الخنبشي وقيادات المحافظة السياسية والعسكرية والاجتماعية والقبلية، وفقًا للإعلام الرسمي للمحافظة.
وأكد القحطاني وقوف التحالف مع أمن حضرموت الذي لن يتحقق إلا بتكاتف أبنائها ووحدتهم، وحرص أبنائها على أمن منطقتهم، مشيرًا إلى أن زيارة الوفد جاءت بتوجيهات من قيادة المملكة للوقوف على أوضاع حضرموت، حرصًا من المملكة والتحالف العربي على منع انزلاق الأوضاع إلى أي مسار لا يخدم أمن حضرموت واستقرارها.
وأشار إلى المكانة الخاصة التي تحظى بها حضرموت لدى المملكة، مضيفًا: "جئنا لنؤكد وقوفنا مع السلطة المحلية في حضرموت ونجدد دعمنا للشرعية في اليمن، ونساند كل مَن يسعى إلى تعزيز استقرار اليمن وحضرموت على وجه الخصوص".
وقال القحطاني إن التحالف العربي جاء إلى اليمن من أجل دعم الشرعية وتحقيق تطلعات الشعب اليمني، مجددًا التأكيد على دعم المملكة الكامل لأمن واستقرار حضرموت في كل شبر من أراضيها، ودعم جهود التنمية والبناء، مؤكدًا أن المعركة الرئيسية للجميع هي "معركة مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية".
وكان محافظ حضرموت الخنبشي قد رحّب في مستهل اللقاء برئيس اللجنة الخاصة والوفد المرافق له، معربًا عن تقديره الكبير لمواقف الأشقاء في المملكة ودعمهم المتواصل للمحافظة في مختلف الظروف، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يُجسّد العلاقات الوثيقة المشتركة ومتانة الشراكة بين الجانبين.
حضر اللقاء أعضاء مجلسي النواب والشورى، وقيادات السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية بمحافظة حضرموت، إلى جانب عدد من العلماء والشخصيات الاجتماعية والاعتبارية والقبلية بالمحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news