خاص- تستعد مديرية “الخوخة”، العاصمة الإدارية المؤقتة لمحافظة الحديدة، لإيقاد شمعتها الثامنة احتفاءً بذكرى تحريرها من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية في السابع من ديسمبر 2017.
ثماني سنوات مرت، تحولت فيها هذه المدينة الساحلية من ساحة حرب ومعتقل كبير، إلى قبلة للحياة، وملاذ للنازحين، ونموذج للتعافي في الساحل التهامي.
7 ديسمبر.. يوم الانعتاق الأول
في مثل هذه الأيام من العام 2017، كانت الخوخة على موعد مع فجر جديد، حيث مثل تحريرها باكورة الانتصارات الكبرى للقوات المشتركة في الساحل، وبوابةً لكسر الحصار عن تهامة.
وتستعيد الذاكرة الجمعية لأبناء المديرية هذا التاريخ ليس كمجرد ذكرى عسكرية، بل كيوم لاستعادة الهوية والكرامة، بعد سنوات عجاف حاولت فيها المليشيا طمس هوية المدينة وزرع الموت في مزارعها وشواطئها عبر حقول الألغام العشوائية.
من “التحرير” إلى “التنمية المستدامة”
بالعودة إلى أرشيف الذكرى السابعة (العام الماضي)، كان التركيز منصباً على مشاريع التطبيع العام للحياة.
أما في الذكرى الثامنة، فيبدو المشهد أكثر نضجاً، حيث تشهد المديرية تحولاً نوعياً من “الإغاثة الطارئة” إلى “التنمية المستدامة”، مدفوعاً بجهود محافظ الحديدة الحسن طاهر ورعاية خاصة من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية، الفريق الركن طارق صالح.
لقد مثل اهتمام المحافظ طاهر بالمشاريع الخدمية حجر الزاوية في تحويل الخوخة إلى نموذج للاستقرار، حيث ركّزت جهوده على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين والنازحين في المديرية.
كما يمكن رصد أبرز ملامح التحول في البنية التحتية، إعادة تأهيل وبناء المجمعات الحكومية والمدارس والمرافق الخدمية بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة، ما سرع عجلة التنمية لخدمة الأهالي والنازحين.
الخوخة.. حاضنة النازحين و”رئة المحافظة”
لم تكتفِ الخوخة بتحرير نفسها، بل تحولت على مدار السنوات الثماني الماضية إلى “الرئة” التي تتنفس منها محافظة الحديدة.
وتشير الإحصائيات إلى أن المديرية تحتضن آلاف الأسر النازحة من مختلف مديريات الحديدة وتعز، مما ضاعف من الكثافة السكانية وحولها إلى مركز تجاري وحيوي نشط، متحدية بذلك كل محاولات المليشيا لتعكير صفو الأمن عبر الطائرات المسيرة أو القذائف العشوائية التي تفشل أمام يقظة القوات المرابطة.
ورغم الاحتفالات، لا يغيب عن المشهد التحدي الأكبر المتمثل في استكمال تحرير ما تبقى من المحافظة، حيث يؤكد القادة العسكريون والسياسيون في كل مناسبة أن “فرحة الخوخة ستظل منقوصة حتى تحرير مدينة الحديدة ومينائها ودحر المشروع الإيراني من كل شبر من تهامة.
كما تظل قضية “الألغام الحوثية” التحدي الأمني والبيئي الأبرز الذي تواصل الفرق الهندسية التعامل معه لتطهير ما تبقى من المزارع والطرق الفرعية، لضمان سلامة المواطنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news