حذّر الكاتب والباحث الكويتي في الشؤون السياسية عبدالله خالد الغانم من خطورة توقيت انفجار ما وصفه بـ"الحرب العيدروسية" في حضرموت، مؤكداً أن ما جرى قبيل ساعات من قمة المنامة ليس حدثاً عابراً، بل تجسيد حرفي لتحذيرات سابقة تتعلق بديناميات القوة في اليمن والخليج.
وفي مقال حمل تساؤلًا لافتاً:
"لماذا انفجرت الحرب العيدروسية في حضرموت قبيل قمة المنامة بساعات؟"
، أوضح الغانم أن ما حدث كان نتيجة طبيعية لـ"قانون الجاذبية السعودية" مقابل "هشاشة الأطراف الوظيفية" التي تحاول بناء وزن اصطناعي في لحظة حساسة من إعادة تشكيل الأمن الإقليمي.
وأشار الغانم إلى أن المقالين اللذين نشرهما في 29 أكتوبر و3 نوفمبر قدّما توصيفاً مبكراً لما سيحدث، محذّراً من أن أي احتكاك بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية سيشكل "تخادماً" يمنح ميليشيات الحوثي متنفساً استراتيجياً، وهو ما تحقق بالفعل.
دلالات الانفجار العيدروسي
واعتبر الغانم أن انفجار الأحداث في حضرموت يحمل ثلاث دلالات رئيسية:
محاولة خلق وزن اصطناعي
قبل لحظة تعريف الأمن الخليجي داخل قمة المنامة، عبر افتعال ضجيج عسكري يفرض حضور الانتقالي على الطاولة.
خشية الانتقالي من تراجع امتيازاته
بعد انتقال مركز الثقل الأمريكي من المدار الإسرائيلي إلى المدار السعودي بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
منح الحوثيين متنفساً استراتيجياً
عبر استنزاف الشرعية وإرباك المعادلة الميدانية في الشرق اليمني.
الأهداف الخفية للتحرك
وفق الغانم، فإن التحرك العسكري للانتقالي جاء لتحقيق عدة أهداف:
إرباك عملية صياغة تعريف الأمن الخليجي الجديد.
تعطيل مسار تحويل الشرق اليمني إلى عمق سعودي خالص.
إحياء مشروع "دويلة الجنوب" قبل طيّه نهائياً في القمة.
الحفاظ على موقع داخل "هندسة النفوذ الإسرائيلي" في لحظة تتغير فيها المحاور.
الدلالات الأمنية الإقليمية
وأكد الغانم أن ما حدث في حضرموت يمثل أول اختبار لـ"محور الرياض" بعد الحرب الإقليمية الأخيرة، ويكشف:
نهاية نموذج إدارة الجنوب عبر فواعل صغيرة.
بداية دور سعودي صريح في إعادة هندسة اليمن باعتباره مفصلاً أساسياً في الأمن الخليجي.
تراجع قدرة أي طرف محلي على المناورة مع المركز السعودي في مرحلة إعادة تعريف التوازنات.
خلاصة الغانم
اختتم الباحث الكويتي مقاله بالقول إن حضرموت لم تكن مجرد ساحة اشتباك، بل مرآة لحظة انتقال إستراتيجية تعيد فيها الكتلة الخليجية الكبرى رسم خرائط الأمن من جديد.
وأكد أن "من يجهل هندسة المركز الإقليمي الصاعد سيذوب عند أطرافه"، موجهاً رسالته مباشرة لعيدروس الزبيدي بأن محاولة تجاوز مركز الثقل السعودي محكومة بالفشل بحكم القانون الجيوسياسي الجديد الذي يعيد تشكيل الإقليم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news