أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” ريم كمال:
في ظل الحرب التي أجبرت ملايين اليمنيين على النزوح من مدنهم، وجدت آلاء المعلمي طريقها الخاص لتحقيق حلمها الذي طالما راودها كثيراً، محولة شغفها إلى واقع ملموس ومصدر دخل، متحدية الظروف الصعبة التي فرضها النزوح في محافظة مأرب.
آلاء، الشابة الطموحة وخريجة كلية الحاسوب بجامعة صنعاء، نزحت مع أسرتها من العاصمة صنعاء الى محافظة مأرب قبل سنوات. وبينما يبحث الكثيرون عن فرص عمل تقليدية لتأمين لقمة العيش، اختارت آلاء مسارًا مختلفًا، حيث قررت تحويل حبها للتزيين والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة إلى مشروع لتنسيق الحفلات النسائية. الحاجة للتنسيق.
تقول آلاء لـ”يمن ديلي نيوز”: “كنت ألاحظ أن الكثير من الحفلات تحتاج إلى لمسة إبداعية، خاصة أن غالبية العاملين في هذا المجال رجال، شعرت بأن هناك حاجة لتنسيق أكثر دقة وجمالاً”، مضيفةً أن شغفها العميق بالتزيين والاهتمام بالتفاصيل كان السبب الذي دفعها للتفكير ببدء مشروعها.
بدأت آلاء مشروعها من الصفر، بمشاركة خبراتها المحدودة في تنسيق حفلات صديقاتها، بالرغم من عدم امتلاكها للخبرة في هذا المجال، لكن شغفها ورغبتها في التعلم دفعاها للبحث والتطوير الذاتي، مستفيدة من التعلم الذاتي والبحث المستمر عن مهارات جديدة، حد قولها.
آلاء تعيش كغيرها من النازحين في محافظة مأرب التي تستضيف أكثر من 2.3 مليون نازح موزعين على أكثر من 200 مخيم، وفقًا للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، إلا أن آلاء استطاعت أن تحول شغفها إلى مشروع باسم “لوليتا”، ليصبح نقطة انطلاقها نحو تحقيق حلمها.
رغم المعاناةوأشارت آلاء إلى أنها رغم معاناتها من أوضاعا اقتصادية غير مستقرة في ظل النزوح، إلا أنها تمكنت من تحقيق شغفها وتحويله إلى واقع من خلال إطلاق مشروع لتنسيق الحفلات حمل اسم “لوليتا” كانطلاقة فعلية لتحقيق حلمها.
المشروع يشمل تجهيز المناسبات المختلفة من أعراس وتخرج وأعياد ميلاد إلى المناسبات الخاصة، بشكل كامل؛ بدءًا من تنسيق الورود والشموع، مرورًا بترتيب الإكسسوارات وضبط الأضواء والستائر، وصولًا إلى جميع التفاصيل التي تبرز المناسبة بشكل يليق بها.
تقول آلاء إنها بدأت بمساعدة مدخراتها الشخصية، وشراء بعض الأدوات الأساسية التي ساعدتها على البدء، كما قامت بزيارة محلات تأجير “الكوش” والمسؤولين عن الوجبات والكوافير للحصول على المعرفة اللازمة وبناء شبكة علاقات قوية”.
أما الصعوبات التي تواجهها في عملها ترى آلاء أن أبرزها يتمثل بعدم توفر المواد والأدوات اللازمة لتنسيق الحفلات في محافظة مأرب، “كان يتوجب عليّ جلب الأدوات من خارج المدينة، مما كان يستغرق وقتًا وجهدًا إضافيًا ويزيد من التكاليف”.
اللحظة الفارقةوحول اللحظة الفارقة التي شعرت فيها آلاء بأن مشروعها بدأ يحقق نجاحًا، تقول إن ذلك كان عند قيامها بتنسيق حفلات زفاف كبيرة، حيث تتاح لها الفرصة لإظهار مهاراتها، وبعد انتهاء الحفل تتلقى الكثير من التعليقات الإيجابية، وبدأ الناس يتواصلون معها للحجز ويتحدثون عن أعمالها”.
آلاء قالت إن مشروعها غير حياتها بشكل جذري، وأصبح لديها هدف واضح تسعى لتحقيقه يوميا، كما زادت ثقتها بنفسها وقدراتها الإبداعية. العوائد المادية.
وعن العوائد المالية، توضح آلاء أنها لا تحقق أرباحًا كبيرة حتى الآن، وتتوقع استمرار ذلك خلال السنة الأولى من مشروعها، لكنها متفائلة بأنه مع مرور الوقت واكتساب المزيد من الخبرة والشهرة سيجعل المشروع مصدر دخل جيد لها ولأسرتها في المستقبل.
قصة آلاء هي شهادة على أن الإرادة يمكن أن تتغلب على أصعب الظروف، وأن الحلم لا يموت حتى في قلب النزوح، لتكون مصدر إلهام للنازحات الأخريات اللواتي فرضت عليهن الحرب الانتقال من مدنهن وقراهن، وتأكد على أنه لا يوجد مستحيل عندما يؤمن الإنسان بنفسه وحلمه حتى وسط أقسى الظروف.
مرتبط
الوسوم
النازحين في مأرب
تنسيق الحفلات
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news