العنف ضد المرأة في اليمن.. ندوب عميقة في زمن الحرب وغياب القوانين (تقرير)

     
بران برس             عدد المشاهدات : 15 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
العنف ضد المرأة في اليمن.. ندوب عميقة في زمن الحرب وغياب القوانين (تقرير)

“لا تفارقني الكوابيس التي أرى فيها إخوتي وهم يضربوني بالسياط على أتفه الأمور. كُسر معصمي ذات مرة، واضطررت مرَّة أخرى للتغيب عن الجامعة بعد مشادة كلامية تطورت إلى عراك انتهى بخسارتي طبعًا”. بكلمات ثقيلة محمّلة بالأسى، تروي عزة عارف (اسم مستعار) لـ“برَّان برس” حكايتها مع العنف الأسري.

العنف ضد المأرة يغذيه التعصب والعادات التي تهدف لإبقاء المرأة خاضعة

تقول “عزة” لـ"بران برس" إن العنف الجسدي واللفظي والمعنوي الذي تعرضت له على يد إخوتها بدأ بعد تغيّب والدها في ظروف غامضة، مضيفة أن هذا السلوك ربما يغذيه التعصب والعادات التي تهدف لإبقاء المرأة خاضعة، إضافة إلى أن ”نجاح المرأة بالنسبة لهم عار”.

لا تتوقف مأساة “عزة” عند هذا الحد، إذ تؤكد أنها لم تستطع التخلص من الندوب النفسية التي خلَّفها العنف في روحها حتى بعد زواجها. مضيفة أنها تشعر دائمًا “بالخوف والكوابيس والروح الانهزامية”.

آثار عميقة

الأخصائية النفسية "سهام محفوظ" تؤكد أن العنف ضد النساء يُشكل صدمة نفسية عميقة تتراوح آثارها بين صعوبة التركيز، والشعور بالذنب والخجل رغم أن المرأة هي الضحية، وصولًا إلى اضطرابات النوم والقلق ونوبات الهلع.

وتضيف "محفوظ" في حديثها لـ“بران برس”، أن هذا العنف “يترك أثرًا طويل المدى إذا لم يُقدّم للمرأة دعم نفسي مناسب، حيث يتحول إلى اكتئاب، عزلة اجتماعية، وخلل محتمل في العلاقات المستقبلية”، مشيرة إلى أنه “قد يصل الأمر إلى اضطراب ما بعد الصدمة والميل لإيذاء النفس”.

أخصائية نفسية: العنف ضد المرأة يترك أثرًا طويل المدى قد يصل إلى اضطراب ما بعد الصدمة والميل لإيذاء النفس

وفيما يتعلق بالخوف من الإبلاغ، توضح الأخصائية "سهام"، أنه “يرتبط بقيود اجتماعية وضغوط نفسية، إذ تخشى الضحايا فقدان حياتهن، أبنائهن، سمعتهن، أو الدعم المالي، خاصة إذا كان مرتكب العنف هو المعيل. وتزيد وصمة العار والخجل الاجتماعي من تفاقم هذه المخاطر.

وهذا الخوف هو ما تعانيه “عزة”، إذ تقول في حديثها لـ“برَّان برس”: “حتى إذا كان هناك حماية قانونية لن أستطيع التبليغ، العنف الذي تعرضت له زرع فيّ روحًا انهزامية لا تقوى على مواجهة إخوتي”.

مواجهة العنصرية

غدير العدني (25 عامًا)، خريجة قسم الإعلام، تمكنت من بناء شبكة واسعة وبدأت تكتب في الصحافة لرفع الوعي بحقوق أبناء جلدتها. تروي لـ“برَّان برس”، كيف تعرضت للعنف اللفظي والمصطلحات العنصرية الصعبة. 

وتضيف: “كادت أن تهزمني في بادئ الأمر، لكني اكتسبت مناعة كبيرة وأصبحت أرى الشخص المؤذي والمسيء يعاني من مشكلة وعقدة نقص تستدعي أن أشفق عليه”.

وهنا لم تعد غدير تنتظر من يواسيها، بل أصبحت هي من تدعم نفسها أولًا، وتفتح ذراعيها لغيرها من النساء. وترى أن قوتها هذه ولّدت رسالة واضحة بضرورة أن يكون “الصوت الداخلي لكل امرأة أعلى من أصوات من يحاول كسرها”.

لست ضحية

الإعلامية اليمنية "عهد ياسين" تقول إنها واجهت حملة تشهير وتحريض إلكتروني بسبب مظهرها، وتضمنت ألفاظًا خارجة عن الآداب وتهديدات مباشرة.

عهد ياسين: في الحملة ضدي رفضت أن أجسد دور ضحية، وواجهت وسأظل أتابع لاسترداد حقوقي

وتضيف لـ“برَّان برس” أن توقيت الحملة تزامن مع انطلاق حملة “16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة”، ما يشير برأيها إلى أن الحملة هي استهداف مباشر للمرأة الظاهرة في الساحة. وعن تعاملها مع الحملة قالت: “رفضت أن أجسد دور ضحية، وواجهت وسأظل أتابع لاسترداد حقوقي ومواصلة عملي”. 

الحرب والعنف ضد المرأة

المختص الاجتماعي "عصام الأحمدي" يقول إن العنف القائم على النوع الاجتماعي يتفاقم في المجتمعات التي تعاني الحروب والفقر، حيث تساهم الأعراف والعادات في لوم المرأة. 

ويؤكد في حديثه لـ“برَّان برس”، أن حملات التعنيف الرقمي، بما فيها التشهير والتحريض، أصبحت أداة خطرة ضد النساء والناشطات، نتيجة النظرة التي تعتبر المرأة العاملة تتجاوز حدودها.

الأحمدي: الحرب ساهمت في تفاقم العنف ضد المرأة عبر الضغوط النفسية والمعيشية

ويوضح أن “هدف هذه الحملات إسكات صوت المرأة وتشويه صورتها وإخراجها من المجال العام، ما يعكس تغلغل الثقافة الذكورية وإعادة إنتاج أنماط السيطرة”. مؤكدًا أن الحرب ساهمت في تفاقم الظاهرة عبر الضغوط النفسية والمعيشية التي أعطت مساحة أكبر للذكور لممارسة السيطرة.

دعوة للتوعية وسن القوانين

بدورها، ترى الناشطة "أبها عقيل"، أن غياب التشريعات القانونية هو السبب الرئيس لتعنيف المرأة في اليمن، إذ يخضع الواقع غالبًا للأعراف. مضيفة لـ“برَّان برس”، أن الكثير من القوانين اختفت مع الحرب، وأصبح المجتمع يتقبل العنف ضد المرأة تحت شعارات دينية وسياسية.

وبشأن الحل، قالت عقيل إنه “يبدأ بتوعية الرجل وليس المرأة؛ لأن العنف غالباً مصدره الذكور” ، مشددة على ضرورة تعديل القوانين وإحياء الأعراف والتاريخ لتعزيز احترام المرأة. 

أبها عقيل: يجب تعديل القوانين وإحياء الأعراف والتاريخ لتعزيز احترام المرأة

وتحدثت عقيل، عن تجربتها الشخصية، مؤكدة أنها واجهت تهديدات من زملائها الذكور في العمل. وقالت إن هذه التجربة علّمتها أن تضع حدودًا واضحة والدفاع عن نفسها.

حلول جذرية

من جانبه، يرى المختص الاجتماعي "الأحمدي"، أن معالجة الظاهرة تتطلب إشراك الرجال والشباب في برامج توعية، ومواجهة خطاب الكراهية، وبناء ثقافة تحترم الإنسان.

ويشدد على أهمية وضع الحلول الدائمة مثل سن القوانين الخاصة بالعنف الإلكتروني والتعنيف بأنواعه، إلى جانب توعية الرجال وتمكين النساء، مشيرًا إلى أن هذا قد يغير سلوكيات المجتمع بشكل جذري. مؤكدًا أن كل امرأة تقف بثبات، وكل صوت يُسمع هو خطوة نحو مجتمع أكثر عدلاً وحماية للمرأة.

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مصدر عسكري يؤكد لـ“بران برس” تراجع قوات “الانتقالي” إلى هضبة حضرموت وقائد المنطقة الأولى يوجه بتنفيذ “خطة الإغلاق”

بران برس | 1188 قراءة 

قائد بارز في المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت يعلن موقفًا قويًا بشأن زحف الانتقالي نحو سيئون

المشهد اليمني | 1167 قراءة 

تسليم وشيك لمعسكرات المنطقة العسكرية الاولى بوادي حضرموت لهذه القوات

كريتر سكاي | 960 قراءة 

عاجل: بدء تأمين سيئون وسط فرار جنود المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت

نافذة اليمن | 821 قراءة 

الإمارات تكشف عن إتفاق مع السعودية بشأن حضرموت .. التفاصيل..

العاصفة نيوز | 749 قراءة 

محافظ حضرموت: توصلنا إلى اتفاق مع "حلف قبائل حضرموت" لحل الأزمة

عدن حرة | 656 قراءة 

تحركات عسكرية لقوات المنطقة الأولى نحو هذا المعسكر الكبير بحضرموت

كريتر سكاي | 604 قراءة 

عاجل: القوات الجنوبية تبدأ عملية تحرير وادي حضرموت وتتقدم نحو سيئون

نافذة اليمن | 602 قراءة 

عاجل:اعتقال الشيخ بن عديو وقطع الطريق الدولي

كريتر سكاي | 595 قراءة 

تسليم وشيك لمعسكرات المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت

العاصفة نيوز | 542 قراءة