حققت قوات النخبة الحضرمية، أمس، تقدماً ميدانياً واسعاً خلال المواجهات التي تخوضها منذ يومين ضد مليشيات عمرو بن حبريش، التي كانت قد سيطرت على عدد من الحقول النفطية في الهضبة.
وتزامنت هذه التطورات مع وصول طلائع القوات المسلحة الجنوبية إلى تخوم وادي حضرموت، في خطوة وُصفت بأنها استجابة مباشرة للتفويض الشعبي الحضرمي الذي جددته الحشود الجماهيرية في فعالية سيئون، مطالبة بتحرير الوادي من قوات الاحتلال التي تسيطر عليه منذ عقود.
وأكدت مصادر ميدانية أن وحدات متقدمة من القوات الجنوبية وصلت إلى وادي دوعن باتجاه وادي حضرموت، فيما أفاد سكان محليون بتمركز قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي قرب مواقع المنطقة العسكرية الأولى، في مؤشر على استعداد عملياتي لفرض واقع جديد في الوادي.
وكشفت معطيات ميدانية عن انهيار متسارع لقوات حلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش، تحت الضغط العسكري الذي فرضته النخبة الحضرمية في منطقة المسيلة خلال الساعات الماضية.
وأوضحت مصادر قبلية وسياسية أن بن حبريش قدّم عبر وساطات قبلية سلسلة تنازلات بارزة، أبرزها القبول بالانسحاب الكامل من المواقع التي سيطر عليها، مقابل إلغاء التعميم الصادر بحقه وبحق مبارك العوبثاني ومنع اعتقالهما أو اعتراضهما.
وبحسب المصادر، فإن الموقف العسكري لبن حبريش بات مرشحاً للانهيار الكامل، رغم ما كان يرفعه من شعارات حول "الحكم الذاتي" و"حقوق حضرموت" وملفات التجنيد والمشاريع الخدمية، إضافة إلى حديثه السابق عن دعم مالي شهري. ووفقاً لشخصيات اجتماعية بينها محمد باشنيني، فقد طلبت مجاميع الحلف هدنة عقب التطويق الذي فرضته قوات النخبة على مواقعهم في المسيلة، وهو ما وافقت عليه قيادة النخبة حرصاً على تجنّب إراقة الدماء ومنح فرصة أخيرة للوساطات.
ورغم حالة الانهيار في عدة جبهات داخل المسيلة، أكدت مصادر مقربة من الحلف أن مناطق محيطة بمنشآت شركة المسيلة النفطية شهدت أمس توافداً قبلياً جديداً، حيث وصل الشيخ علي سالم بلجبلي العوبثاني والشيخ صلاح بن قحيز الجابري على رأس مجاميع من أنصارهما، وكان في استقبالهم الشيخ عمرو بن حبريش، في محاولة لإعادة رفع مستوى التعبئة القبلية داخل مناطق الامتياز النفطي.
وتشير مصادر محلية إلى أن المشهد في المسيلة يوحي بتصاعد الاستقطاب والاصطفاف القبلي، وسط خلافات متفاقمة حول إدارة الثروات النفطية وملف الانتشار العسكري داخل الحقول والمواقع الحيوية.
لكن التطورات الأخيرة ترجّح كفة القوات الجنوبية، خصوصاً مع بدء وحداتها التمركز في نطاقات تماس مع المنطقة العسكرية الأولى، ما ينذر بمرحلة جديدة من المواجهة قد تغيّر خريطة النفوذ في وادي حضرموت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news