يفضح فساد مليشيا الحوثي الإرهابية انهيار القطاع الصحي في اليمن، حيث تتوالى الانتهاكات التي لم يعد الموالون للجماعة قادرين على إنكارها، بعدما تحولت المستشفيات والمراكز الطبية إلى ساحات عبث إداري ونهب منظم يهدد حياة ملايين اليمنيين.
يؤكد عاملون في المجال الصحي أن الإهمال والفساد الذي تمارسه قيادات الحوثيين هو السبب المباشر لانهيار الخدمات الطبية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وسط تعيينات مشبوهة لمقربين من القيادات في مواقع حساسة، ما يكشف صراعاً داخلياً على النفوذ وتقاسم العائدات المالية.
الانتقادات الأخيرة طالت وزير صحة الجماعة غير المعترف بها علي عبد الكريم شيبان ونائبه ناشر القعود، بعد أن أقدما على سلسلة تعيينات أثارت غضب الكوادر الطبية.
الناشط الحوثي ،الرزامي كشف عبر منشورات على مواقع التواصل مظاهر واسعة من الفساد في مجمع الصماد الطبي ومراكز أخرى، حيث اتُّخذت قرارات تعسفية بحق الأطباء والعاملين وصلت إلى الإقصاء والتهميش، ما دفعهم للاحتجاج والمطالبة بوقف هذه الممارسات.
ولم تتوقف الاتهامات عند حدود الإدارة، بل امتدت إلى سرقة أجهزة وأدوات طبية من المرافق الحكومية وبيعها لحساب القيادات الحوثية، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في المعدات والأدوية.
وفي حوادث سابقة، اتُّهمت الجماعة بنقل شحنات أدوية غير آمنة من صنعاء إلى صعدة دون مراعاة شروط التخزين، ما عرض حياة المرضى للخطر، إضافة إلى إغراق السوق بأدوية منتهية الصلاحية ومغشوشة عبر شبكات تهريب يشرف عليها قياديون حوثيون.
ويرى مختصون أن هذه الانتهاكات تكشف منظومة فساد متجذرة داخل المؤسسات الصحية التي تسيطر عليها المليشيا، في وقت يواجه فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً.
تقارير أممية تؤكد أن القطاع الصحي انهار فعلياً، مع خروج مرافق عديدة عن الخدمة ونقص الكوادر والإمدادات، ما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات، خصوصاً بين الأطفال والنساء في مناطق سيطرة الحوثيين.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا النهب والفساد سيقضي على ما تبقى من الخدمات الطبية الأساسية، ويضاعف معاناة ملايين اليمنيين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الرعاية الصحية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news